الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الإلتزام بالإعلام في مرحلة ماقبل التعاقد له أهمية كبيرة وفي أكثر من جانب من جوانب الحياة العملية, فهو يعمل على تنوير رضاء المتفاوض الأقل معرفة وإحاطته بكافة المعلومات الضرورية والمتعلقة بمحل العقد, إلاّ إن فكرة الإلتزام بالإعلام قد تضر أحياناً بمصلحة المدين كونه يقوم بالإدلاء بكافة البيانات والمعلومات الجوهرية ذات العلاقة إلى الدائن وقيام هذا الأخير في بعض الأحيان بالعدول عن إبرام هذا العقد بعد إطلاعه على تلك المعلومات، كالمعلومات الخاصة برأسمال الشركات أو العملاء والتي تُعد من خصوصيات العمل، وكما إن حصول الدائن على أيةِ معلوماتٍ تتصل بمحل العقد يؤدي بطبيعة الحال إلى تكاسل هذا الأخير في البحث عن المعلومة والتي يمكنه الحصول عليها بوسائله المتاحة لديه. وتتجلى هذه الأهمية أيضاً كون الإلتزام بالاعلام في مرحلة ماقبل التعاقد يُعد من أهم وأخطر المراحل التي يمر بها العقد، فهذا الإلتزام يؤدي دوراً وقائياً وإحترازياً في ضمان حماية المتفاوض بما له من طبيعة خاصة وذاتية مستقلة, فحماية الطرف الضعيف في العلاقة التعاقدية يُعد أمراً ضرورياً, حيث إن تحقيق التوازن المعرفي بين أطراف الرابطة العقدية له أهميته البارزة, بل إنه يُعد من المسائل التي شغلت أذهان الفقه في مختلف التشريعات, إلاّ إن المشرع المصري كغيره لم ينظم قاعدة عامة في هذه المسألة, وإنما تركها لإجتهاد الفقه والقضاء. |