الفهرس 
الاطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 219 |  |  |
| | | from | 219 | | |
المستخلص
إن الفن بصفة عامة أحد الروافد التي ساهمت ومازالت تساهم في تطور وتشكيل ملامح الحضارات عبر التاريخ، فهي تعتبر مدخلاً هاماً من مداخل التفكير الإبداعي، لذلك ترتكز عليه الدراسات العلمية لإعادة تشكيل التراث الإنساني لما يمثله من اتجاهات وخبرات وأنماط فكرية تراكمت عبر التاريخ، فالنحت من الناحية التاريخية يعد من أقدم الفنون التي عرفتها البشرية ومارسها الإنسان علي نطاق واسع في العالم منذ القدم، فهو يعد من أهم النوافذ الفنية التي تمكنا دراسة مخلفاته الأثرية ومعرفة تجارب السلف وتاريخ حضاراتهم المختلفة، فهذا بالإضافة الي إسهامه في تكوين فكرة واضحة تعرب عن المستوي الحضاري للفترة التي يمثلها وما توصلوا إليه في تلك الفترة من خبرات وتجارب في شتي جوانب الحياة الثقافية والمادية والروحية، فهو بمثابة المرآة التي تطلعنا علي معرفة الحياة القديمة.فالحضارة الإغريقية تحتوي على عناصر فكرية مبعثها مصر ودول الشرق الأوسط وهذه الاستفادة لا تكون إلا من خلال دراسة واعدة تقودنا إلى الأسس التي قامت عليها الحضارة وإبداعاتها الفنية.” تعد منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط أول مناطق العالم التي جذبت الإنسان إليها منذ العصور الأولي، وقامت عليها أقدم الحضارات الإنسانية ومنها حضارة وادي النيل وبلاد الشام وأسيا الصغرى وجزر بحر ايجه ومنطقة ما بين النهرين الي معظم المناطق المجاورة، وأفادت الحضارات الأخرى التي قامت بعدها، فكانت حضارات اليونان (الإغريق) إحدى الحضارات التي قامت على أساس المقومات الحضارية السابقة لها، ولعل أهم الحضارات التي أحدثت تأثيراً فيها هي بلا شك حضارة كريت والحضارة المصرية والحضارة الفينيقية ”. (1)اشتهر الإغريق بتقديسهم للجمال المطلق وميلهم للطبيعة فكان خيالهم حياً منتعشاً، حيث انعكس أثر هذا على زخارفهم بجمال انحناء الخطوط وانسجام سريانها وجمال نسبها، فظهرت تلك الزخارف في جدران وواجهات المنازل والمعابد، وعلى الأواني بأنواعها وظهرت على الملابس التي يرتدونها وعلى أدوات الزينة.فكانت الرشاقة وجمال الجسد أهم ما تميزت به الزخارف الإغريقية بصفة عامة ويظهر ذلك في الخطوط التي تتسم بالبساطة والدقة، ويظهر أثر الفن المصري القديم على العناصر الزخرفية الإغريقية بوجه خاص، وأيضاً تأثرت هذه الزخارف بفنون كريت وبلاد فارس والشام وبين النهرين وخاصة الكنعاني والفينيقي. (وهذه كلها متأثرة أصلاً بالفن المصري القديم) فتشبع الإغريق بكل هذه المؤثرات وظهر الفن الإغريقي المتميز الذي صار مثالاً يحتذي لسائر الفنون التي أعقبته وخاصة فنون أوروبا (شرقية وغربية).