الفهرس 
مقدمة عامةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 348 |  |  |
| | | from | 348 | | |
المستخلص
الواقعُ أن التَّحوُّلَ الذي شهده العالمُ نتيجةَ التَّطوُّراتِ الاقتصاديَّةِ وما صاحبَهُ ذلك من تأثيرٍ على المجتمعِ عامَّةً وفي وظائفِ الدَّولةِ خاصَّة، هذه الأخيرةُ التي تحوَّلت من مُحايدةٍ إلى متدخلةٍ، ثم دولةٍ منظَّمة، كان لزامًا عليها توفير السِّلمِ والأمن الذي يستحقُّه أفرادُ المجتمع، وحمايتهم من كلِّ مظاهرِ الأضرارِ التي يُمكن أن يتعرَّضوا لها، وأمام ما عرفه نظامُ المسئوليَّةِ المدنيَّةِ من عجزٍ وقصورٍ عن مُسايرةِ تلك التَّطوُّراتِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ من ناحيةٍ، وكذا زيادة المخاطرِ والأضرارِ التي تلحقُ الفردَ والمجتمعَ من ناحيةٍ. فالمخاطرُ التي يُمكن أن تتعرَّضَ حياةُ الإنسان مُتعدِّدةُ المنشأ والمصادر، فهناك المخاطرُ التي تنشأُ نتيجةَ الكوارثِ الطَّبيعيَّة كالزَّلازلِ والبراكينِ والفيضانات، وهناك مخاطرُ قد تنشأ من تدخُّلِ الإنسانِ، مثل: الحروب، خاصَّةً في ظلِّ ما أصبح يُعرف بالحروبِ النوويَّةِ والبيولوجيَّةِ، وما تُخلِّفه من أضرارٍ ماديَّةٍ تلحق بالمُمتلكات، وأضرارٍ جسمانيَّةٍ وأضرارٍ معنويَّةٍ تلحقُ بالفردِ وخلفهِ الخاصِّ، إضافةً إلى كلِّ ذلك قد يتعرَّض الفردُ إلى أمراضٍ، كالشيخوخة أو الوفاة، أما الأخطارُ المعروفةُ التي يُعاني منه المجتمعُ بكثرةٍ -وهي منتشرةٌ- فتتمثَّل في تلك الأخطارِ المهنيَّةِ التي تُصيب الفردَ بسبب ممارستهِ لمهنةٍ مُعيَّنة، كالأمراضِ المهنيَّة أو تلك الأمراض التي تلحقُ بالعاملِ في أثناء ممارستهِ لعملهِ.