الفهرس 
الدراسات المرجعيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 152 |  |  |
| | | from | 152 | | |
المستخلص
أوجدت جائحة كوفيد -19 أكبر انقطاع في نظام التعليم في التاريخ ، وهو ما تضرر منه نحو 1.6 بليون من طالبي العلم في أكثر من 190 بلداً وفي جميع القارات ، وأثرت عمليات إغلاق المدارس والجامعات وغيرها من أماكن التعلم علي 94% من الطلاب في العالم ، وهي نسبة ترتفع لتصل الى 99% في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (1-31).
وأبرزت الأزمة بعض مواطن الضعف في نظام التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني ، بما في ذلك انخفاض مستويات الرقمنة وأوجه القصور الهيكلي التي طال أمدها ، وأدت حالات التعطل التى شهدتها أماكن العمل الى صعوبة تنفيذ منظومات التلمذة الصناعية وتطبيق أساليب التعلم القائمة علي العمل ، وهي عناصر أساسية لأي نظام تقني ومهني مؤد لوظائفه ومتجاوب مع متطلبات السوق .
وبينما أتيح التعلم عبر الإنترنت في القطاع للتعليم العالي بشكل عام من خلال المحاضرات المسجلة ومنصات الإنترنت ، أرجأت بعض الجامعات التعلم والتدريس حتى إشعار آخر ، بسبب النقص في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات اللازمة لكل من الطلاب والمعلمين ، ولا تزال هناك تساؤلات أيضاً حول كيفية المواءمة بين الفصول الدراسية والجداول الزمنية الأكاديمية ، حيث تم بنجاح تنفيذ بعض البرامج على الإنترنت بينما تعذر تنفيذ البعض الآخر .
يمكن وصف التعلم الهجين بأنه ”برنامج تعلم تستخدم فيه أكثر من وسيلة لنقل (توصيل) المعرفة والخبرة إلى المستهدفين بغرض تحقيق أحسن ما يمكن بالنسبة لمخرجات التعلم وكلفة تنفيذ البرنامج” ”هو نوع من التعليم الحديث يدمج المدرب بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني ” وأيضاً ” يقصد بالتعلم الخليط مزج أو خلط أدوار المعلم التقليدية في الفصول الدراسية التقليدية مع الفصول الافتراضية والمعلم الإلكتروني أي أنه تعلم يجمع بين التعلم التقليدي والتعلم الالكتروني .” (3-21)
ولا تكمن أهمية التعلم الهجين في مجرد مزج أنماط نقل مختلفة، بل في التركيز على مخرجات التعليم وقطاع العمل، ولذلك يمكن إعادة صياغة هذا التعريف على النحو الآتي:
يركز التعلم الهجين على التحقيق الأفضل لأهداف التعليم، من خلال استعمال تقنيات التعليم ”الصحيحة” لمقابلة أنماط التعلم الشخصية ”الصحيحة” من أجل نقل المهارات ”الصحيحة” للشخص ” المناسب” في الوقت ”الصحيح” ، وظهر بأن المعوقات التي تعترض سبل تطبيق التعلم الهجين في التدريس تتمحور ما بين ارتفاع الكلفة المالية لمدخلات هذا النوع من التعلم، وتدني مستوى الثقافة والخبرة والمهارة لدى بعض المدرسين والطلبة في التعامل بجدية مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا التعليم، وغياب الخطط التعليمية المتكاملة التي تضمن السير في هدى العلم والتكنولوجيا .
وتؤكد الدراسة على اهمية اعادة النظر في مدخلات العملية التدريسية واجراءات تنفيذها من اجل استيعاب مفاهيم الثورة المعرفية والالكترونية، والتعبئة المجتمعية، لتحقيق متطلبات المرحلة الراهنة، والسير بركب الحداثة والتطوير والتغيير.
يساعد التعلم الهجين فى تعزيز شعور الطلاب بالتكافؤ فى توزيع الفرص فى العملية التعليمية ، وكسر حاجز الخوف والقلق لديهم ، وتمكين الدارسين من التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق والمعلومات بوسائل أكثر وأجدى مما هو متبع فى قاعات الدرس التقليدية ، من خلال سهولة الوصول إلى المعلم حتى خارج أوقات العمل الرسمية ، فضلاً عن توفير رصيد ضخم ومتجدد من المحتوى العلمى والإختبارات والتاريخ التدريسى لكل مقرر يمكن من تطويره ، وتحسين وزيادة فعالية طرق تدريسه , ( 11 : 79 ), إلا أن التطور الأبرز الذى دفع المؤسسات إلى تبنى التعلم الهجين كان جائحة كورونا (COVID - 19) فقد أدت الائحة إلى إغلاق المدارس حتى تحد من إنتشار المرض . ( 13: 7)
وتشير منظمة اليونيسكو (54) أنه أثناء جائحة كورونا(COVID – 19) سارعت البلدان فى جميع أنحاء العالم إلى طرح العديد من الحلول لمواصلة عملية التعليم من خلال إعادة الترتيب المادى للفصول الدراسية ، والحد من حركة العمل الجماعى للطلاب فى الفصل وخلق فرص للتعلم عن بعد ، وبناء على ذلك تم تقديم المحتوى التعليمى المقرر عبر الإنترنت ، والبث التليفزيونى ، والمبادىء التوجيهية ، والموارد ، والقنوات عبر الإنترنت فى (96) دولة على الأقل لزيادة تغطية الدروس المدرسية للسكان . ويشير learning. Journal (2015م) أن المدارس الحكومية تلقت دعماً كبيراً من الحكومات الوطنية إلا أن المشكلة تكمن فى عدم توافر البنية التحتية لأغلب المدارس الحكومية والخاصة لمواصلة عملية التعليم عن
بعد (48 : 55) الأمر الذى فرض على تلك المدارس إستخدام المرافق المتوفرة مما قلل من فرص إدارة التعلم عن بعد بفاعلية ومن خلال عمل الباحث بتدريس مقرر التربية الرياضية لتلاميذ المرحلة الاعدادية بمدرسة الرؤية الذكية- إدارة 6اكتوبر- محافظة الجيزة وتطبيقاً لخطة الدولة واستعدادات وزارة التربية والتعليم بتطبيق التعليم الهجين جاءت فكرة الدراسة لتعكس أهمية الحديث عن معايير التعليم الهجين وضمان جودته في التدريس ، فهو ينطوي على مجموعة من القواعد والاجراءات ، التي تستهدف الأهداف التعليمية وطرائق التدريس وأنشطتها، والمحتوى الدراسي، وتكنولوجيا التعليم الالكتروني، والبنية التحتية، والإمكانيات المادية، ودور كل من الطالب والمدرس، في إطار بيئة تعليمية تفاعلية جذابة، تعمل على إرساء ودمج التقنيات الحديثة في الأنماط التدريسية السائدة، من أجل تقديم كل ما هو جديد في التدريس ، لغايات تحقيق الأهداف التعليمية، وسد احتياجات التلاميذ، وخدمة المجتمع، واللحاق بركب التطور والتقدم العلمي، في وقت تتسارع فيه منتجات العقل البشري معرفية وتقنية. ونظرا لأهمية ذلك، فإن على المدارس أن تعمل باستمرار على تطوير أدائها وبرامجها ومناهجها، وإستراتيجيات تنفيذها، وربطها بمتطلبات سوق العمل، في عصر أصبحت فيه الجودة المحك الرئيس لمخرجاتها. ويتبلور هذا الإهتمام من خلال استيعاب مفاهيم الثورة المعرفية والتكنولوجية المشحونة بالإيجابيات والسلبيات .