الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يهتم هذا البحث بدراسة المعارضات فى الشعر الأندلسى دراسة فنية، حيث أخذت المعارضات شكل ظاهرة أدبية برز فيها شعراء مجيدون أمثال ابن عبد ربه والأصم المروانى اللذين عارضا أبا تمام، وابن زيدون والأعمى التطيلى وابن دراج القسطلى وابن سهل الذين عارضوا المتنبى وغيرهم كثير ممن أعجبوا بأشعار المشارقة سواء القدماء منهم أم المحدثين، فضلًا عن شعراء أقاموا معارضاتهم لإثبات القدرة والبراعة. وقد رأيت أن أبدأ البحث بمدخل حول المعارضات يكشف عن مفهوم المعارضة ودلالاتها ودواعيها الأدبية والسياسية والقومية، وأثر الحركة العلمية والأدبية والاتصال الثقافى بين المشرق والمغرب فى ظهور هذا اللون الأدبى وازدهاره فى الأندلس، والفروق بين هذا الفن وغيره من الفنون الأخرى التى قد تشترك معه بشكل أو بآخر فى نفس السمات. وقد رأيت أن تأخذ هذه الدراسة شكل بابين يكون الأول فى ثلاثة فصول كمدخل نظرى للمعارضات، أما الباب الثانى فيكون فى فصلين يشملان المعارضات الداخلية والخارجية. ثم أختم البحث بخاتمة تتضمن النتائج الهامة التى توصلت إليها هذه الدراسة، ومنها: إن فن المعارضات فن قديم لا حدود زمانية له ولا مكانية، فقد ظهر فى جميع البيئات والعصور الأدبية فى الشرق والغرب. إن فن المعارضات لاقى رواًجا وازدهاًرا فى البيئة الأدبية الأندلسية لما كانت هذه البيئة مهيئة تماًما لاستقباله وأن الأسباب المتعددة سياسًيا وثقافًيا واجتماعًيا دعت إلى ظهوره وازدهاره. إن فن المعارضات لم ينقطع فى عصر من عصور الدول الأندلسية. إنما نستطيع القول بأنه سار فى مراحل طبيعية لظهور أى فن جديد فى بيئة ما فبدأ بمرحلة التقليد والمحاكاة فى عصر الإمارات ثم ازدهى على سوقه فى عصر الطوائف والمرابطين، ثم مال فى عصر الموحدين إلى الانحسار قليلًا ثم عاد إلى النشاط مرة أخرى فى العصر الغرناطى ولكن فى ظل التقليد إلا القليل. |