الفهرس 
الإساءة الوالدية للطفليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 345 |  |  |
| | | from | 345 | | |
المستخلص
كانت الأسرة ولاتزال صاحبة الدور الأول والرئيسى فى عملية التنشئة الاجتماعية ، فهى نقطة الانطلاق وحجر الزاوية فى نمو الطفل وتطوره وتعزيز إحساسه بالأمن وتنمية شعوره بأنه محبوب ومقبول منها . وإذا كانت الأسرة قد حظيت بهذا القدر من الأهمية ، انطلاقًا من أهمية وخطورة الدور الذى تقوم به فى تنشئة الأبناء ، والذى يهدف إلى خلق شخصية سوية قادرة على التوافق النفسى والاجتماعى ، فلماذا إذن تخبرنا الوقائع بخروج بعض الأسر عن مقتضيات هذا الدور ، والوصول إلى حد الإيذاء المتعمد للأطفال على اختلاف صوره ، مما يؤثر تأثيرًا سلبيًا على التكوين الجسمى والنفسى والاجتماعى للأبناء . فالبعض قد يسىء معاملة الطفل ، ولكن الإساءة التى تقع على أيدى الوالـدين ـ نفس الشخصين اللذين يتجه إليهما الطفل للحماية ـ هى التى يكون لها أسوأ الأثر على نموه . ولهذا كانت مشكلة الدراسة ، والتى تدور حول كيفية إدراك الأبناء لما يحدث لهم من إساءة والدية ؟ وماالعلاقة الارتباطية بين هذا الإدراك وبعض المتغيرات النفسية ـ مفهوم الذات ، الاكتئاب ، السلوك العدوانى ـ والتى أظهرت البحوث أنها تمثل انعكاسًا لأخطاء واضطرابات البالغين ؟ وقد تكونت عينة الدراسة من ( 137 ) تلميذًا وتلميذة تتراوح أعمارهم ما بين ( 9 ـ 12 ) سنة . وقد أشارت النتائج السيكومترية إلى مايلى : 1ـ وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الأطفال المعرضين للإساءة الوالدية وغير المعرضين ، فى مفهوم الذات ( لصالح الأطفال غير المعرضين للإساءة ) وفى مستوى الاكتئاب والسلوك العدوانى ( لصالح الأطفال المعرضين للإساءة ) . 2ـ وجود علاقة إرتباطية سالبة بين إدراك الأطفال للإساءة الوالدية ومفهوم الذات لديهم ، وعلاقة إرتباطية موجبة بين إدراك الأطفال للإساءة الوالدية والاكتئاب والسلوك العدوانى لديهم . 3 ـ يمكن التنبؤ بدرجة مفهوم الذات والاكتئاب والسلوك العدوانى لدى الأطفال من خلال التعرف على درجة الإساءة الوالدية لديهم . كما أشارت النتائج الإكلينيكية إلى مايلى : 1ـ اتسمت صورة الذات لدى الطفل المعرض للإساءة الوالدية بالاضطراب الشديد والازدواجية ، كما اتسمت العلاقة بالأب والأم بالتناقض الوجدانى . 2ـ وأخيرًا جاءت العلاقة بالعالم الخارجى مضطربة تكاد تنقطع فيها الصلة بين الذات وهذا العالم ؛ وذلك نتيجة لما تتعرض له من إحباطات متكررة لاتستطيع مجابهتها إلا بالانسحاب عن هذا العالم والسلبية ، أو بالعنف والعدوان السافرين.