الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتزامن تفاقم المشكلة السكانية فى الدقهلية مع النمو المطرد فى حجم السكان المتعطلين والبالغ عددهم 150.6 ألف متعطل عام 1996 ، بنسبة 3.6 ? من إجمالى سكان المحافظة ، وبمعدل بلغ 11.4? من حجم القوى العاملة . وتكشف خصائص المتعطلين الديموغرافية عن تركز البطالة بين شرائح الشباب فى الأعمار بين( 15 لأقل من 35 سنة ) بنسبة بلغت 99.2 ? من جملة المتعطلين ، وعن التراجع فى نسبة النوع للمتعطلين من 384 ? عام 1960 إلى 327? عام 1986 ، ثم إلى 18.7? عام 1996 . وتتعدد مسببات البطالة فى الدقهلية باختلاف أنواعها وفى مقدمتها تداعيات الزيادة السكانية وارتفاع الخصوبة والأمية والتحضر الزائد والهجرة الوافدة من الأفراد غير الملتحقين بمهن وكذا الهجرة الخارجية العائدة نتيجة اضطراب الأوضاع السياسية . ولا غرو أن الحكومة لا تألو جهدا فى سبيل التخفيف من وطأة البطالة بسعيها الدائم والدؤوب نحو إنشاء فرص العمل ، ولكنها على الجانب الآخر اتبعت سياسة التخلِّي عن التزامها بتشغيل الخريجين ، وتطبيق برنامج الخصخصة ، وتحرير التجارة من خلال سياسة الإصلاح الاقتصادى والإداري التى من شأنها أن ُتخفض من حجم العمالة بالهيكل الوظيفى للدولة ، وإيقاف آلية الاستيعاب فى المستقبل . ولقد أبرزت الدراسة الميدانية التأثير المباشر للبطالة فى زيادة مستوى الخصوبة بين الإناث والمتعطلات إذ بلغت فى المتوسط 2.92 ابنًا للمتعطلة ، كما أبرزت تأثير البطالة فى تأخر سن الزواج الذى بلغ فى المتوسط 28.5 سنة للمتعطلين وبخاصة الذكور . وغنى عن القول أن البطالة تعد مرادفًا للإعالة ، أي أن البطالة تؤدى إلى ازدياد عبء الإعالة على كاهل أسر المتعطلين ، وتشير الأرقام إلى زيادة النصيب المئوي للسكان المتعطلين من جملة الإعالة فى الدقهلية من 1.5? عام 1960 إلى 11.7? عام 1996 فى الفئة العمرية ( 15 60 سنة ) ، وهى زيادة لها شأنها إذ توِّدي بالمتعطل إلى فقدان الولاء والانتماء للوطن ، وتؤدى إلى تسرب اليأس والإحباط إلى نفسه ، فإما أن يصاب بالقلق أو الاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية التى قد تتحول إلى عضوية ، أو تفضى إطالة أمد التعطل به إلى الانحراف واقتراف الجرائم . تكشف تقديرات المتعطلين فى المستقبل عن ازدياد حدة البطالة ، مما يستلزم تضافر الجهود للتقليل من آثارها التى تهدد بزعزعة الاستقرار وإهدار الموارد البشرية وشيوع الأمراض الاجتماعية. |