الفهرس 
مقدمـــةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 263 |  |  |
| | | from | 263 | | |
المستخلص
لقد خطت البشرية في نهاية القرن العشرين خطوات متلاحقة نحو التواصل الحضاري والعلمي ، وأصبحت التطبيقات الرقمية والالكترونية أساسا للتفوق الحضاري في جميع مجالات الحياة بعد أن تجاوزت مرحلة الاختبار والتساؤل وأصبح التساؤل الأكثر واقعية هو كيف نتفاعل بايجابية كمستخدمين ومطورين لهذه النظم . ويختص البحث بمجال التعليم المعماري بعد أن أصبح المفهوم التقليدي للتعليم بشكل عام والمعماري خاصة عاجزا عن مواجهة التدفق المعرفي والثورة المعلوماتية. فقد أصبح المفهوم المعاصر للتعليم يعتمد على إكساب الطالب القدرة على التعليم الذاتي بما يتوافق مع التطور الذي حققته الثورة التكنولوجية المعاصرة في مجال المعلومات والاتصالات . ولقد كان التعليم المعماري منذ بدايته معتمدا على الأفكار والفلسفات السائدة في كل عصر ومرتبطا بأحدث المنجزات العلمية والمادية ، ولكن الواقع المعاصر للتعليم المعماري في مصر لا يزال معتمدا على أفكار ولوائح تقليدية بينما سوق العمل يعتمد على أحدث تقنيات العصر التي تتيحها التقنيات الحديثة وبرامج التعليم الالكتروني المعاصرة . وتعتبر هذه التقنيات أهم ركائز نجاح العملية التعليمية بالإضافة إلى ضرورة إعطاء الحرية المطلقة لملكات الإبداع الفردي لدى الطلاب ، ولكن التصنيف الحالي للمواد في الجامعات المصرية لا يركز بالشكل الكافي على تفعيل هذه الركائز في الوقت الذي أصبح فيه التعليم الالكتروني ضرورة وليس مجرد رفاهية بما يمثله من احترام للقدرات الفردية وقدرة فائقة على اختراق الحواجز المكانية والزمنية والاجتماعية في النطاق التعليمي عامة والتعليم المعماري خاصة والتي تتعدد مجالات تطبيقه على عدة مستويات كالتصميم وإعداد الرسومات والنماذج ثلاثية الأبعاد ونظم المحاكاة والتشكيل الفراغي بالإضافة لنظم المعلومات و إدارة العملية التعليمية كما ظهرت مجالات أخرى مثل مجالس الحوار الالكترونية والفصول التخيلية وغيرها من جوانب التعليم عن بعد والتي تم تطبيقها في كثير من الجامعات العالمية كما أجريت عدة أبحاث لتقويمها والتي أكدت مدى قدرة هذه التقنيات على رفع المستوى العلمي والمهاري للطلاب مما يؤكد ضرورة تفعيل هذه النظم في التعليم المعماري بمصر بداية بتقويم موضوعي للاستخدام الحالي لها في أقسام العمارة بالجامعات المصرية . وقد خلص البحث من خلال هذا التقويم إلى عدد من النتائج التي تشير إلى قصور متفاوت في معدلات استخدام تقنيات الحاسب الآلي في التعليم المعماري على مستوى الإمكانيات والمقررات والتقنيات التدريسية ومجالات التطبيق المعمارية . ويرجع البحث هذا القصور لعدد من العوامل الاقتصادية والتنظيمية والتربوية ، والتي سعى البحث لدراستها في إطار وضع استراتيجية مستقبلية لتطوير التعليم المعماري في مصر من خلال بيئة اليكترونية.