![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد الذكاء واحدا من أهم المتغيرات النفسية التى نالت خطاً وافراً من الدراسة منذ ما يقرب من قرن من الزمان ، وغم ذلك فلم يتم التوصل إلى مفهوم موحد للذكاء أو تبنى نظرية بعينها لتفسيره ، مما حدا بالعديد من علماء النفس إلى رفض المفهوم التقليدى للذكاء بجعله قاصراً على القدرات العقلية المعرفية فقط ، ويرون أن الذكاء أكبر واشمل من القدرات العقلية ، وأن مفهوم الذكاء يجب أن يشمل الجوانب الانفعالية بالإضافة الجوانب العقلية ، لأن الانفعال يؤثر فى قدرة كل منا على التفكير بحيث قد يكون ميسراً ومعوقاً له ، كما أن النجاح فى العمل والحياة لا يعتمد فقط على القدرات العقلية بل يعتمد بشكل أكبر على القدرات الانفعالية . ومن ثم فإن الاتجاه الحديث فى مجال علم النفس يرى الابتعاد عن النظرة التقليدية للذكاء ، ودحض فكرة معامل الذكاء ( IQ ) بوصفة عاملاً وحيداً يدور حوله مجموعة من المهارات اللغوية والرياضية التى تجعل مقاييس الذكاء مناسبة لقياس النجاح الاكاديمى ، ولكنها لا تناسب قياس النجاح فى العمل والحياة ، ولهذا فلا بد من رؤية أوسع للذكاء يعاد فيها محاولة لاكتشاف مفهوم الذكاء بحيث يناسب متطلبات النجاح فى العمل والحياة . مبررات الدراسة وأهميتها : يمكن ايجاز منطلقات الاحساس بمشكلة الدراسة الحالية فيما يلى : • لا يزال موضوع الذكاء الانفعالى فى خطواته الأولى ويتطلب المزيد من البحوث والدراسات . • ندرة الدراسات التى تناولت العلاقة بين أبعاد الذكاء الانفعالى والذكاء العقلى المعرفى ، فضلاً عن محاولة الوصول إلى نموذج نظرى يحكم العلاقة بين المتغيرين . • وجود تعارض بين نتائج الدراسات التى تناولت المتغيرين معاً فهناك دراسات اظهرت نتائجها وجود علاقة بين الذكاء العقلى والذكاء الانفعالى وهناك دراسات أخرى اظهرت تمايز المتغيرين . • تحاول الدراسة الحالية توضيح مدى صدق نظرية ” وارديل ورويس ” من حيث وجود تكامل فى الشخصية الإنسانية بين النظام الانفعالى والنظام العقلى المعرفى . ومن ثم فإن الدراسة الحالية تعد ضرورة بحثية للكشف عن الغموض والتداخل بين نتائج الدراسات السابقة ، والتحقق من فروض نظرية ” وارديل ورويس ” بشأن تكامل الشخصية ووجود تفاعل وارتباط بين الجوانب الانفعالية والعقلية . مشكلة الدراسة : يمكن صياغة مشكلة الدراسة فى السؤال الرئيسى التالى : هل يمكن التوصل إلى نموذج نظرى يحكم علاقة التأثير بين عوامل الذكاء الانفعالى والذكاء العقلى المعرفى ؟ وتتفرع منه التساؤلات التالية : 1- هل هناك ارتباطات دالة بين درجات أفراد عينة الدراسة على كل من مقياس الذكاء الانفعالى بأبعاده ومقياس الذكاء العقلى المعرفى بأبعاده المختلفة ؟ 2- هل يمكن التوصل إلى صيغ رياضية من خلال عوامل الذكاء الانفعالى تمكن من التنبؤ بعوامل الذكاء العقلى المعرفى لدى أفراد عينة الدراسة ؟ 3- هل يمكن اشتقاق نموذج نظرى يحدد العلاقة بين عوامل الذكاء الانفعالى وعوامل الذكاء العقلى المعرفى لدى أفراد العينة ؟ أهداف الدراسة : تسعى الدراسة الحالية لتحقيق الأهداف التالية : 1- تزويد التراث السيكولوجى بمقياس مقنن للذكاء الانفعالى . 2- التحقق من فروض نظرية ” وارديل ورويس ” فيما يتعلق بالعلاقة بين الجانب الانفعالى والجانب العقلى . 3- الكشف عن العلاقة بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الذكاء الانفعالى ومقياس الذكاء العقلى المعرفى وأبعادهما المختلفة . 4- الكشف عن الوزن النسبى ومدى اسهام كل عامل من عوامل الذكاء الانفعالى فى التباين الكلى للذكاء العقلى المعرفى بأبعاده المختلفة . 5- تقديم نموذج يحكم علاقات التأثير المتبادلة بين عوامل الذكاء الانفعالى والذكاء العقلى المعرفى . عينة الدراسة : تكونت عينة الدراسة من ( 208 ) طالب وطالبة بالفرقة الأولى بكلية التربية جامعة المنصورة من تخصصات مختلفة . الأدوات والمقاييس المستخدمة فى الدراسة : 1- استمارة بيانات شخصية . 2- مقياس الذكاء الانفعالى . 3- مقياس الذكاء العالى . 4- مقياس الذكاء المتعدد . الأساليب الاحصائية المستخدمة : 1- معامل ارتباط بيرسون . 2- تحليل الانحدار المتعدد . 3- أسلوب تحليل المسار . نتائج الدراسة :- توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :- 1- وجدت ارتباطات دالة بين متوسط درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس الذكاء الانفعالى بأبعاده ومقياس الذكاء العقلى المعرفى بأبعاده المختلفة . 2- امكن التوصل إلى معادلات رياضية تمكن من التنبؤ بعوامل الذكاء العقلى المعرفى من خلال عوامل الذكاء الانفعالى . 3- يمكن صياغة العلاقة بين عوامل الذكاء الانفعالى والذكاء العقلى المعرفى. |