الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص حاول هذا البحث دراسة أحوال التعليم في المغرب في عصري المرابطين والموحدين ، وقد تأثرت أحوال التعليم في الدولتين بأفكار ومبادئ الداعيتين ابن ياسين ، وابن تومرت تأثرًا متباينًا علي حسب أفكار كل منهما . فقد ظهرت تأثيرات ابن ياسين في تبني الدولة المرابطية للمذهب المالكي كمذهب رسمي للدولة ، وانعكس ذلك علي نوعية العلوم التي انتشرت وأقبل عليها الطلاب . / وظهرت كذلك تأثيرات ابن تومرت علي شكل التعليم في دولة الموحدين ، وظهر ذلك جليًا في مواجهتهم للمذهب المالكي وكل العلوم التي تهتم به ، وشجعوا علي دراسة الحديث النبوي بشكل كبير وأطلقوا الدعوة للعودة للأصول ونبذ الفروع ، وظهرت آثار ابن تومرت أيضًا عندما سمحت الدولة الموحدية للفلاسفة بالظهور في دولتهم ولكن ليس بشكل واسع . تنوعت المؤسسات التعليمية في الدولتين ، ونالت الأربطة مكانة كبيرة في الدولتين ، واستطاعت الأربطة أن تستقل بشكل كبير عن السلطة السياسية في الدولتين ، وبالتالي استقلت في أنظمتها التعليمية وفي نوعية العلوم التي درست داخل الأربطة . وقد ساعد انتشار المساجد في الدولتين علي السواء في انتشار حلقات الدرس ، حيث اتخذ الشيوخ من هذه المساجد مكانًا لتدريس ما لديهم من علم . ولم نستطع التعرف علي شكل التعليم داخل المدارس في الدولتين ، تلك المدارس التي شكك البعض في وجودها أساسًا ، ولم تمدنا المصادر إلا بإشارات عابرة عن نشأة هذه المدارس وأسماء بعضها ، ولكن المصادر لم توضح شكل الدراسة في هذه المدارس أو من يتولي الإنفاق علي طلابها. |