الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الأطروحة صور الفلسفة السقراطية لدى فلاسفة ومؤرخى وأدباء اليونان والرومان، فكلما نعلم أن شخصية سقراط وفلسفته لم تصلنا من خلال مصدر واحد محدد وفى صورة واضحة، ولكن هناك مصادر عديدة أمدتنا بصور مختلفة لفلسفة سقراط سواء كانت مصادر فلسفية أو تاريخية أو أدبية، ولعل هذا الواقع هو الذى أدى إلى وجود مشكلة حول الصورة الحقيقية لفلسفة سقراط من كل هذا المد السقراطى الذى وصل إلينا، فقد أصبحنا حقًا أمام ما يمكن أن نطلق عليه المشكلة السقراطية. وتتمحور المشكلة السقراطية فى تحديد ماذا تكون عليه تعاليمه الفلسفية، أو بمعنى آخر البحث عن حقيقة التعاليم السقراطية، وهذه المشكلة صاحبت سقراط منذ البداية، لأنه لم يترك لنا سج ً لا عن أفكاره وأعماله وكان ذلك نتيجة مباشرة بطبيعة المجتمع الذى عاش فيه، فقد كان الفلاسفة اليونانيون يحذرون من المكتوب للأسباب عديدة منها أن الكتابة تعطى معنى واحد لشيء ما، كما أن النص عاجز بدون مؤلفه على أن يدافع عن نفسه ويرد على الخصوم، ولكن مع ذلك فنحن نعلم أن الفلاسفة قبل سقراط كان يكتبون، وهذا واقع وفى الغالب كانت كتاباتهم فى صورة قصائد ليست معده للقراءة، بل لأن ُتقال وتردد وُتغنى، لكن قدرة إغرائها وقتونها كانت تعود إلى سلاح الإقناع الشفهى. |