الفهرس 
قائمة المحتوياتيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 132 |  |  |
| | | from | 132 | | |
المستخلص
تتبلور مشكلة الدراسة الراهنة فى قضية محورية مؤداها :
أن عمالة الأطفال فى سن مبكرة قضية متشعبة الأبعاد فى المدخلات و المخرجات , و فى كلتاهما تعكس واقعا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا لفئات اجتماعية تزداد رقعتها فى الخريطة الطبقية للمجتمع المصرى , والالتفات إليها ليس فقط لكونها مشكلة إنسانية تمثل انتهاكا لأبسط قواعد حقوق الإنسان , بل لأنها تمس أطفالنا و هم ثروة المجتمع , و تضيف أعدادا جديدة إلى الأميين فى مصر حيث أن هؤلاء الأطفال هم الفئة المتسربة من التعليم , ومما لا شك فيه أنه بذلك تزيد أعداد الأفراد ذوى البنية الضعيفة , حيث يتأثر نمو الطفل و أمانه جسديا و عقليا و اجتماعيا و سلوكيا و تعليميا بما يواجهه و يتعرض له من تلوث و ضوضاء و حياة اجتماعية و اقتصادية صعبة .
وتهدف الدراسة إلى التعرف على الجوانب التالية :
1-محاولة فهم وتفسير الظروف البنائية التى تخلقت من خلالها الظاهرة والوصول إلى أهم العوامل الدافعة لوجودها .
2-تحديد المخاطر والآثار الاجتماعية السلبية المترتبة على ظاهرة عمالة الأطفال والمرتبطة بنوعية الأعمال التى يقومون بها , وكذلك تحديد إيجابيتها إذا كان لها إيجابيات فى ضوء الواقع الفعلى .
3-معرفة إذا كان هناك دور اقتصادى بالفعل للطفل العامل سواء فى نطاق عمله أو فى محيط أسرته .
4-معرفة صورة المستقبل لدى الطفل العامل ومدى إدراكه له .
وقد استندت الدراسة على بعض الأطر النظرية من أهمها العلاقة الواضحة بين مشكلة عمالة الأطفال وفقر أسرهم الذى يعد سببا ونتيجة فى ذات الوقت مما يؤكد أن أطفال الأسر الفقيرة بين الاستغلال الإقتصادى والتهميش الاجتماعى ,كما اتخذت بعض المقولات النظرية التى تفسر بشكل مباشر طبيعة استغلال قوى عمل الأطفال داخل سوق العمل هما قضيتى فائض القيمة والاغتراب .
ووفقا لأهداف هذه الدراسة تم استخدام الدراسة الوصفية التحليلية , وقد استعانت الباحثة بالمنهج التاريخى باعتباره وسيلة للتعامل مع الوقائع والأحداث المدونة تاريخيا وذلك فى تناولها للخلفية التاريخية لمدينة السويس فضلا عن تناول الباحثة لأهم مظاهر تطور الاهتمام بحماية الأطفال وحقوقهم فى العمل , كما استعانت بمنهج المسح الاجتماعى عن طريق العينة بإجراء الدراسة على عينة عمدية من الأطفال الذين يعملون فى الأنشطة المهنية سواء المنتجة أو الخدمية , وكذلك العاملين فى الأنشطة الهامشية وفقا للتعريف الإجرائى , كما قامت الباحثة بالمقابلة المقننة لجمع البيانات المرتبطة بواقع هؤلاء الأطفال من خلال استخدام أداتى الاستبار و دليل دراسة حالة الطفل العامل بالإضافة إلى ملاحظة الباحثة , وبذلك اعتمدت الدراسة على نوعين من التحليل ألا وهما: التحليل الكمى والكيفى .
أهم النتائج و الاستنتاجات الخاصة بموضوع الدراسة ومنها :
1- إن عمالة الأطفال تأتى من الأسر الفقيرة التى تنظر إلى أطفالها كمصدر للدخل فهم مدفوعين للعمل من أجل الخروج من دائرة فقر أسرهم , فللطفل قيمة اقتصادية خاصة فى تلك الأسر ذات الأعداد الكبيرة والدخول المنخفضة و التى تعانى من أزمات اقتصادية .
2- تنخفض نسبة التحاق هؤلاء الأطفال بالمدارس إذ أصبح التعليم يمثل عبئا ماديا ومعنويا متزايدا على أسرهم بالإضافة إلى تضاءل قيمته لأنه لم يعد يقدم آفاقا مستقبلية للحصول على وظائف منتجة.
3 - و اتضح أن غالبية الأطفال بدأوا العمل منذ مرحلة مبكرة مما يؤكد على تعارض هذا مع القوانين المحلية , كما اتضح أن الطفل لا يقبل المعاملة السيئة بما تحويه من استغلال مما يدفعه للتنقل من عمل إلى آخر بحثا عن المعاملة الطيبة والأمان والراحة, و هذا يوضح سهولة العثور على هذا العمل الآخر و أن الطلب على تشغيل الأطفال قائم ومستمر حيث يزداد اتجاه أصحاب الأعمال لتشغيل الأطفال لكونهم لأقل أجرا وأكثر انقيادا وطاعة وخضوعا , كما اتضح أن الطفل العامل يبحث عن الأجر قبل الحماية التى قد يوفرها المحيط الأسرى فى حالة عمله لدى أحد من المقربين له.