Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأسس التربوية والفنية لقراءة الأعمال الفنية
كضرورة موضوعية لتقييم طلاب التربية الفنية
بكلية التربية النوعية
الناشر
التربية النوعية/التربية الفنية
المؤلف
معتزة عبد المنعم محمود رأفت
تاريخ النشر
2007
عدد الصفحات
201
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 224

from 224

المستخلص

إن قراءة العمل الفني في حقيقتها تحليلاً موضوعياً دقيقاً لهذا العمل لبيان جوانب قوته وضعفه، فيفيد بذلك الطالب لمعرفته عناصر نجاحه، ليزداد نجاحاً بتأكيدها، ومتابعتها، بإضافات صاعدة، ويتجنب ما فشل فيه من أخطاء ويحذفها، كذلك تفيد هذه القراءة المتذوق (القائم بالتقييم) ذاته، فيتعرف على نواحي الجمال والتمييز في العمل الفني ويستطيع تحليل وتفسير الأعمال الفنية من حيث قيمتها الفنية والجمالية.
”وتعتبر مكونات العمل الفني، والعناصر التي يتعامل معها الطالب لإبداع تصميم ما، ثابتة في كل عصر وفي كل مكان، ولكن تحليل العمل الفني ومناقشة بنائه، بل تقييم الفن ذاته إنما هو الذي يختلف من عصر إلى عصر، ويتبدل من حين لآخر، وذلك تبعاً لتغيير المفهوم الإنساني وكذلك لتغير الاتجاهات الفكرية التي لا تشكل أساساً للفن وحده بل للمجتمع بأجمعه”( ).
”إذ أن محاولة تفسير وتحديد الإبداع الفني ليس بالمشاكل الحديثة الدراسة، وإنما هو مشكل قديم دخل حيز الإهتمام والبحث منذ عهد أفلاطون( )”.
ولكن تقييم وتفسير الأعمال الفنية وتقديرها يختلف من شخص لآخر ومن شعب لشعب ومن مجتمع لمجتمع آخر، فنرى مثلاً أن مقاييس الحكم علي الأعمال الفنية عند الإغريق غيرها عند قدماء المصريين .....ألخ، وتتحكم في ذلك عدة عوامل منها الطبيعة الجغرافية والعادات والتقاليد والثقافة.
”والنقد الفني لأعمال الطالب هو في حد ذاته عملية تربوية، بمعني أنها لو أُديت تأدية سيئة لأساءت لتربية الطالب، أما إذا أديت بطريقة حسنة، فإنها ستنمي إدراك الطالب في الإتجاه السليم( )”.
”فلابد للناقد إذا أراد أن يحيا حياة الموضوع الفني أن يقبل علي العمل الفني بشروطه الخاصة، ويتخلص عن أي تحد له، وأن يبدأ في عملية التقدير، حينئذ يحق له البحث في عناصر العمل فرادي وأن يتبع طريقته في التحليل.( )”
”وليؤكد التقييم أهداف العملية التربوية لابد أن تتاح الفرص فيه لمناقشه فردية أحياناً، وجماعية أحياناً أخرى، فالمناقشة هي وسيلة الفهم وتبادل الرأي، علي أن تكون المناقشة رائدها دعم الحجة بالحجة، والفكرة بما يسندها ويؤكدها ، ففي هذه الحالة، يكون التقييم باعثاً للتفكير، وليس استسلاماً لقواعد تطبق بدون وعي( )”.
”ثم إن التقييم والنقد يتأثران بمستوى ثقافة المقيم أو الناقد ، فكلما تعمق المستوى كانت الأحكام أدق وأعمق، وكلما إضمحل المستوى كانت النتائج أقل دقة، ولذلك عند إختيار أعضاء لجان التحكيم لابد أن يراعي فيهم الحد الأدنى من الثقافة الفنية في عمومها، ونزاهة الحكم، وعدم التعصب والحساسية المرهفة للإستجابة السريعة للقيم المتوافرة في الأعمال الفنية فأحاكمهم لابد أن تتسم بالمنطق والعدالة ( )”
وتري الباحثة أن عملية قراءة العمل الفني عبارة عن تأمل ومشاركة من المقيم والمتذوق للعمل الفني تحتاج إلي التفسير والتوضيح والتحليل والكشف عما ما تتضمنه من قيم فنية وتربوية.
”فلا يقتصر تذوقنا للأعمال الفنية علي سرد الوقائع التاريخية التي تتصل بالعمل الفني، ولكن يجب أن نربط ذلك بمعرفتنا بالمقاييس الفنية التي تكمن وراء كل عمل فني حتى يسهل علينا الحكم علي قيمته، وحيث أن معايير التذوق الفني تتغير تبعاً الفنانين الذين قاموا بها سواء كان ذلك من أمة إلي أخرى أو من عصر إلي عصر ، لذلك نجد أنه لفهم الفنون المختلفة والاستمتاع بها يجب علينا أن نحيط بالظروف الطبيعية والتاريخية والثقافية التي كان يهدف إليها الفنان في العصر الذي يعيش فيه( )”.
”والأمر الذي نحن بصدده هو محاولة لإيجاد قاعد شبه ثابتة إلي حد ما تساعدنا علي قياس العمل الفني بموضوعية( )”، ”فالعملية التعليمية في التربية الفنية تتضمن العديد من الأنشطة، التي تمر في إحدى مراحلها بعملية تقييم الإنتاج الفني للطلاب، وبإستعراض المعايير التي تطبق نجد أنها في الكثير من الأحيان معايير غير موضوعية، وتتأثر بطبيعة شخصية المعلم وإمكاناتها في الرؤية السليمة للإنتاج الفني( )”.
”فالمعيار – كما هو معروف- نوعان: نوع تغلب عليه الناحية الذاتية، ونوع آخر تغلب عليه الناحية الموضوعية. والمعايير الذاتية تكون في الغالب ملكاً لأصحابها، وبالتالي فهي غير موثوق بها، ومن الصعوبة أن تفرض علي غير أصحابها. أما المعايير الموضوعية فهي ليست تابعة لأحد، وبالتالي فهي أكثر من غيرها وثوقاً، ولا ضرر من أن تفرض أو يقبلها أكبر عدد من الناس( ).
وترى الباحثة أن تقييم العمل الفني للفنان يتم علي أساس أنه عمل فني متكامل مستقل عن أي إعتبارات أخرى غير الإعتبارات الفنية والتي قوامها الأسس الفنية والجمالية لبناء هذا العمل فقط، أما تقييم العمل الفني للطالب فأنه يرتبط بأسس أخرى إلي جانب الأسس الفنية ومنها علي سبيل المثال (إعتبارات نفسية، اجتماعية، مادية، تربوية، إقتصادية، ....الخ)
ومما سبق تري الباحثة أن التقييم الموضوعي لأعمال الطلاب لابد له من معيار يعتمد ويرتكز علي الأسس الفنية والتربوية التي تؤكد مصداقيته والوثوق به دون التقييمات التي تستند علي المعايير الذاتية.