Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المجتمع الغرناطى فى عصر بنى زيرى
( 403 – 483 / 1013 – 1090)
الناشر
الآداب/التاريخ
المؤلف
سماح محمد أمين
تاريخ النشر
2006
عدد الصفحات
297
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 302

from 302

المستخلص

شهد المجتمع الغرناطى تطورات هامة في عصر ملوك الطوائف فقد انعكس التمزق السياسي والكساد الاقتصادي وظهور الحزازات العنصرية والعصبية على أوضاع المجتمع الأندلسي بوجه عام .
وفيما يتعلق بدولة بنى زيرى في غر ناطة فإن أوضاعها لم تشذ عن أوضاع الأندلس العامة فقد قامت فيها أمارة بربرية وقعت فى صراع مع جيرانها من الإمارات الأخرى من ناحية ومع القوى النصرانية(اسبانيا النصرانية) من ناحية وأخيرا مع المرابطين الذين أسقطوها فى نهاية الامر .
من الطبيعي أن تؤثر هذه المعطيات السياسة فى احراج المجتمع الغرناطى سواء من حيث النظم السياسية والإدارية والمالية والعسكرية والقضائية اومن حيث الأحوال الإجتماعية والثقافية والإقتصادية . وهو ما يجعل من ذلك موضوعا جديرا بالبحث .
ومن الملاحظ – خلو المراجع والمصادر من دراسة تعالج هذه الأوضاع وتفسر منعطفات الانتكاس والانهيار .
وقد تميز المجتمع الغرناطى بخصوصية دون سائر مجتمعات الطوائف الأخرى تتمثل فى بروز دور الطائفة اليهودية إلى حد اختصاصها بالكثير من المناصب الكبرى كالوزارة على سبيل المثال ، مما كان له أثر كبير فى تاريخ تلك الدولة .
وثمة ظاهرة هامة تستدعى البحث خلال عصر الطوائف ألا وهى حدوث ازدهار ثقافى على الرغم من الكساد الاقتصادي والتمزق السياسي وذلك نتيجة للتراكم المعرفي الناجم عن عصر الازدهار السابق . كل ذلك يحفز إلى محاولة بحث الموضوع والكشف من غوامضه .
ولعل أهم الصعوبات آلتي واجهت الدراسة تتمثل فى ندرة المصادر والوثائق التى يمكن من خلالها كشف النقاب عن الحياة الإقتصادية والإجتماعية إبان الحقبة المراد دراستها ، فضلا عن تناثر المادة المتاحة فى بعض المصادر المختلفة ، الأمر الذى تطلب جمع شتات هذه المعلومات وتحرى الدقة فيها ، وصهره فى بوتقة واحدة ، فى إطار الهيكل العام للدراسة ، فى محاولة للوصول إلى وحدة متكاملة للبحث .
ومهما كان من أمر – فقد حاول الباحث معالجة هذه الدراسة عبر مناهج عدة ، كان على رأسها منهج النقد المرجعي فيما يتعلق بالتعامل مع المادة المتاحة سواء من ناحية الإحاطة بهوية أصحابها وميولهم الأيدلوجية أو من ناحية رصد ووصف سائر الظواهر التى تدخل فى إطار الموضوع ثم محاولة تفسيرها بحيث يمكن فى النهاية الوقوف على خصائص المجتمع الغرناطى مع تبيان الجوانب المشتركة مع سائر دول الطوائف المعاصرة آلتي شهدت انتكاسات على كافة الأصعدة – ولسوف نسترشد فى معالجتنا لما كانت عليه هذه الأوضاع قبيل وبعد عصر الطوائف بتبيان خصوصية الفترة موضوع البحث التى كانت من أبرز سماتها ظهور الطابع العسكري كمؤثر فعال فى المجتمع الغرناطى آنذاك .
وقد تم تقسيم البحث إلى تمهيد وخمسة فصول ، وخاتمة تشمل اهم النتائج، تسبقهم المقدمة ،والتى تعرض أهمية الموضوع ، أما التمهيد فيشمل قيام وتطور دولة بنى زيرى فى غرناطة وما واكبها من تطورات .
وقد أفردت الفصل الأول لدراسة الموقع الجغرافي لإقليم غر ناطة ولعرض طبوغرافية المدنية فى فترة الدراسة وتوزيع الخطط ، ومدى ملائمة ذلك للرؤية الإسلامية ، فضلا عن العرض الديمغرافي المتعلق بالسكان .
والفصل الثانى أفردته لمناقشة نظم الحكم والإدارة فى غرناطة من حيث الإدارة المحلية ومن يمثلها من شخصيات إدارية ، تتمثل فى الأمير ، أتقاضى ، والوزير ، صاحب الشرطة والحسبة وغيرهم من الذين أنيط بهم تسيير دفة الأمور فى غرناطة ، كما تعرضنا للنظام المالى ومصادر الدخل فى الولاية من جزية وعشور وخراج وغيرها من الضرائب ، ولم نغفل تناول السكة ودور الضرب فى غرناطة . لما فى ذلك من أهمية كبرى فى توضيح بعض جوانب الحياة السياسة فى الإمارة . فضلا عن دراسة النظام العسكري الذي كان عماد حياتها فى الدفاع عن المدينة ضد المغيرين عليها .
واختص الفصل الثالث بتوضيح جوانب الحياة الإجتماعية فى غر ناطة من حيث عناصر السكان وهجراتهم ومناطق أستيطانهم ورصد أدوارهم المختلفة ، وكيف أن هذه العناصر تنوعت بشكل جعلت هذا المجتمع مجتمعا متنافرا ، كذلك كشفت الدراسة عن البناء الطبقى وخصائص كل طبقة ودورها الإجتماعى ،وأهم المنشآت العمرانية ومظاهر الحياة الإجتماعية والسمات العامة للشخصية الغرناطية ، كما أشرنا إلى وضعية المرأة ودورها فى المجتمع الغرناطى وقد حاول الباحث طوال هذا الفصل أن يدرس الأحوال الإجتماعية من خلال تأثيرها بالتخطيط العمراني والنظام السياسي والنشاط الإقتصادى .
وعالج الفصل الرابع الحياة الإقتصادية بالمدينة وربطها بالمنشآت العمرانية ، فتعرضنا لبحث شئون الزراعة ووضعية الأرض – من خلال التحدث عن عوامل ازدهارها والرى ووسائله وتنظيماته واستخلاص نظام الزراعة ، وقوى الإنتاج وعلاقاته ، وأهم المنتجات الزراعية ، وما يتصل بالزراعة من صيد ورعى .
وفى مجال الصناعة تحدثت عن أثر وفرة المادة الخام سواء الزراعية أو المعدنية فى إزدهار الصناعة وكيف أثرت الصناعة على أوضاع الصناع وأرباب الحرف مع إهتمام ولاة الأمر من الزيرين بالصناع ثم تحدثت عن الإنتاج الصناعى ومناطقه داخل إقليم غرناطة .
وتناول هذا الفصل أيضا الحديث عن التجارة سواء الداخلية الممثلة فى الأسواق وطريقة تنظيمها وأنواعها وأسعار السلع بالإضافة إلى المكاييل والموازين التى استعملها الأندلسيون فى معاملتهم التجارية . أما التجارة الخارجية فقد تحدثت عن أهم الصادرات والواردات ،و وسائل التبادل التجارى ، والدوواوين والحسبة وغيرها .
وأفردت الفصل الخامس لطرح الحياة الثقافية فى غرناطة من خلال دراسة المقومات والعلوم التى إزدهرت مع إبراز أهم الشخصيات التى برزت فى كافة أنواع العلوم ، أما الآداب – فتحدثت عن أهم الأدباء والشعراء فى المدينة ، سواء كانوا من سطعوا فيها أو كانوا من الوافدين إليها . ثم أشرنا إلى الدراسات اللغوية وأوضحت فيها مكانة علم النحو واللغة ، وأشهر علماء مدينة غرناطة فى تلك الفترة . فضلا عن العمارة والفنون وتطورها فى العصر الإسلامى .
اعتمدت فى البحث على عدد من المصادر المتنوعة المخطوط منها