الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بعد الاستقراء والدراسة لشعر الأستاذ عبد الرحمن صدقي عبر ديوانيه ( من وحي المرأة وحواء والشاعر )، فقد تبين أن الرجل اخذ في مشواره الشعري درباً خاصاً، ذلك لان زوجته الفقيدة اصل راح منه – علـى حد قوله - فاخذ يرثيها في ديوانه الأول بكل أساليب الرثاء حتى استحق أن يوصف ما قرضه بأنها يوميات شاعر فقد ونيسه، ونراه في الديوان يصف لنا لوحة القبر مروراً بصراعها الدائم مع المرض وحبها وشدة تمسكها بالحياة، فراح يرثيها شريكة حياته، ثقافة، وفنا، وفكرا، ونراه عبر كل ذلك يستعين ببعض الصور الفوتوغرافية ونراه حينما يعبر لنا عن الحب فالحب كل شعر صدقي، وحينما يصف لنا الموت نراه هو ذلك الشيء الذي لم يقطع مسيرة الحب الخالدة، ثم نرى موقفه مع القدر يختلف بالاحتجاج مرة والتمرد أخري والاستسلام ثالثة وقبل أن يسدل الستار يسافر إلى ايطاليا بلد محبوبته. أما الديوان الثاني فقد جاء بخبرة واسعة، جاء ليكمل الصورة الخالدة ولكن هذه المرة جاء بأسلوب جديد وهو اتجاه الشاعر بالحب لكل حواء يراها، فقد أمن أن فقيدته قد جمعت في أوصافها الكثير، مما جعلها تشترك مع كل من أحب في صفة من الصفات، فراح يحبها في كل صورة وكل مكان وزمان، ونرى أن التجربة كذلك غريبة فهي رثاء في صورة حب لغيرها، أو هو حب في صورة رثاء. |