الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يمكن القول أن لبناء الجملة عند الشعراء العذريين ملامحَ خاصة سواء أكانت بوجود ظاهرة ما أم كانت بعدم وجودها . أولاً : إن وضع معيار جامع مانع في صورة معادلة حسابية يمكن أن يساعد على الجزم بما إذا ما كان هذا البيت أو ذاك للشعراء العذريين أو لسواهم ، وربما أسهم ذلك في حل مشكلة تداخل النصوص ونسبتها لأكثر من شاعر ، وبطبيعة الحال لا يمكن ذلك إلا بعد عمل معادلة لكل نظام أو لكل شاعر يمكن بعدها تحديد ما يمتاز به من غيره ، فيقال مثلا : إطالة الجملة لأكثر من بيت حين ورود (ما) واسمها وخبرها + استعمال المبتدأ مركبا إضافيا لتقرير حقيقة + ورود جواب القسم بلفظ (الحلف) مثبتا تقديم الخبر وجوبا في حال كون المبتدأ محصورًا = جملة في الشعر العذري . فحين يشترك أكثر من فن أدبي في بعض المواصفات يتعين إزالتها حتى يتبقى ما يخص هذا الضرب من الفن أو ذاك . (بطريقة الملامح المميزة التي تستعمل في وصف الأصوات) . ثانيًا : إن ندرة ورود ظاهرة من الظواهر أو قلتها عند الشعراء العذريين جاء - في معظمه - مساوقًا لندرته في العربية عامة . ثالثًا : جاءت الألفاظ عند الشعراء العذريين متقاربة ، وخاصة قيس بن الملوح ، وقيس بن ذريح ، وجميل بثينة ، وجاءت مختلفة بعض الشيء عند عروة وكثير، وبالرجوع إلـى تواريخ الوفاة يظهر أن عروة أقدمهم وكثيرًا أحدثهم ، وهو ما يدل على التغيير الذي طرأ على الألفاظ المستعملة في هذه الفترة ، إلا أن ذلك لم يمنع من أن يحافظ كثير على المقدمة الطللية ، وربما كان سبب ذلك تنوع أغراضه في النص الواحد ، فرغم حداثته مقارنة بالشعراء الآخرين نجده يحمّل النص أكثر من غرض كدأب الشعراء الجاهليين ، فلم يقف كثير شعره على الغزل فقط . |