الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ولد الشرقاوي في العاشر من نوفمبر عام 1920م ، وتلك الفترة كانت تساير تغيرات عديدة طرأت على المجتمع مع نهاية الحرب العالمية الأولى ، وأهمها ثورة 1919م ، ورغبة المجتمع في الحرية والاستقلال ، فتفتحت عيون هذا الجيل على النتاج السياسي والقومي لهذه الثورة. وتأثر الشرقاوي بالفكر الاشتراكي الذي تزايد أثره بعد الحرب العالمية الثانية ، ونظرًا لارتباط الاشتراكية بمفاهيم الحرية ، والإنسانية ، والعدالة الاجتماعية ، والسلام العالمي آنذاك ، فقد وجد فيها كثير من المثقفين الخلاص لمجتمعهم ، مما يعاني من تخلف اقتصادي وتبعية سياسية. وقد كان لقيام ثورة 23 يوليو 1952م أثرًا واضحًا في حياة الشرقاوي ، تلك الثورة التي رفعت لواء التمرد ضد الطبقة البرجوازية المهيمنة على السلطة ، وراحت تنشر أفكارها في الآفاق ، متجاوزة حدود الوطن إلى غيره من الأقطار الأخرى. إن جيل الشرقاوي تربى وعيه في مناخ الأربعينات حيث تفجرت التيارات الفكرية المتعددة ، والممارسات السياسية النشطة في الجامعة ، والتجمعات العمالية ، وغيرها ، سواءً كانت سرية أم علنية ، وخصوصًا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. واتجه الطموح الوطني نحو الاستقلال ، وما لبثت حرب فلسطين أن تفجرت عام 1948م ، ثم الثورة المصرية 1952م ، مما أدى إلى إحياء الأحلام القومية نحو الازدهار العربي من جديد ، بعد حصول أكثر الدول على استقلالها مع الثورة المصرية. والشرقاوي بوصفه مبدعًا رائعًا يتميز بالوعي لما يدور من أحداث الزمان راح ينهل من روافد المعارف والثقافات المختلفة ، وفي ظل تلك التغيرات الوطنية استطاع أن يصبح ذا تكوين ثقافي متميز. |