Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اداره التغيير التربوي في المدرسه الثانويه العامه ب.ج.م.ع باستخدام مدخل اعاده الهندسه
الناشر
جامعة عين شمس. التربية. التربية المقارنة والإدارة التعليمية
المؤلف
سليمان،هاله عبد المنعم احمد
هيئة الاعداد
باحث / سليمان،هاله عبد المنعم احمد
مشرف / سعاد بسيوني عبد النبي
مشرف / نهلة عبد القادر هاشم
مشرف / نهلة عبد القادر هاشم
تاريخ النشر
2005
عدد الصفحات
244ص
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2005
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - التربية المقارنة والإدارة التعليمية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 269

from 269

المستخلص

التغير سنة الحياة، ويبدو أنه أصبح سمة أساسية في حياتنا اليومية، فهناك عوامل كثيرة من حولنا تعكس التغيير، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان إحداث التغيير, بل واستباقه، ومع التغييرات العديدة المتلاحقة التي تشهدها المجتمعات أصبح على كل بلد - من حين لآخر- إجراء إصلاح لنظامه التعليمي, على أنه أيا كان المدى الذي تذهب إليه هذه الإصلاحات، فمن المحتمل أن يحتفظ التعليم المدرسي في المستقبل بالوظائف الرئيسية التي يطلع بها اليوم، إلا أنه سوف يتوقف بقاؤه بشكل أساسي على قدرتنا على الحفاظ على جودة التعليم، وملاءمته لمتطلبات العصر.( )
فلقد أدركت المجتمعات أن التفوق والسبق الدولي يبدأ من المدرسة، و أن ” مفتاح هذا التقدم هو المعلم والمنهج الدراسي الذي يسعى إلى تغيير الذهنية، وتكوين مهارات التفكير الناقد، وثقافة الإبداع لا ثقافة الإيداع”( ).
ومع الاعتراف بأن المدرسة هي الوحدة الأساسية للتغيير التربوي في المستقبل ( ), أصبح تغيير المدرسة ضرورة ملحة, وشاغلا يوميا، وهما دائما للمجتمع، و تعتبر الإدارة مسئولة مسئولية كبيرة تجاه هذا التغيير، فعن طريقها يمكن إدارة التغيير و إحداث تطوير حقيقي وجذري بالمدرسة لا يقتصر على الحاضر فقط؛ بل يتناول أيضا المستقبل.
وتدعو الضرورة للتغيير عندما لا تعود الأساليب والممارسات متناسبة مع الأهداف المتوخاة لأن الزمن قد تجاوزها, أو لأنها لم تكن مناسبة أصلا فيما مضى, هنا تزداد دواعي التغيير وتصبح أكثر إلحاحا عما كانت عليه في أي وقت مضى، لأنه إذا كان ثمن التغيير باهظا؛ فإن ثمن عدم التغيير يزداد فداحة.( )
ومن الجدير بالذكر أن ”حركة المدرسة في اتجاه المستقبل مستمرة، ولكنها حركة هادئة وروتينية؛ إلى أن تستثيرها قوة من داخلها (اضطرابات التلاميذ المتكاثرة في أيامنا)، أو خارجية (الإدارة المركزية) عند شعورها بان الجماعة صارت غاضبة من تخلف مدرستها”( )، والمدرسة – كأية مؤسسة اجتماعية – تعد نقطة التقاء وتوازن بين قوى كثيرة، تدفعها وتحثها نحو التغيير، وهنا يجب علينا ألا نفكر في إحداث التغيير فقط؛ بل في الكيفية التي يمكن بها إدارة هذا التغيير وتوجيهه الوجهة المرغوبة.
و بدأت إدارة التغيير التربوي ”بالتركيز على المدخلات من خلال التوسع التعليمي في فترة الستينيات، ثم بدأت فترة أخرى أخذ العالم فيها يتابع نواتج ما أنفق على التعليم من خلال دراسة العلاقة بين مدخلات التعليم ومخرجاته، وفى فترة الثمانينيات وما بعدها تزايد الاهتمام بالبحث عن مداخل جديدة لتطوير وتحسين جودة التعليم، وربطه أكثر بالمستقبل، وهنا بدأ التركيز على العمليات Processes، وجاء من بين تلك المداخل مدخل التطوير التنظيمي، ومدخل إدارة الجودة الشاملة ”( ).
ومع تطور الفكر الإداري ظهر مع مطلع التسعينيات مفهوم إداري جديد، ينصب أساسا على تحسين العمليات الخاصة بالمنظمة، وهو يعنى بـ ”إحداث تغيير جذري في بعض أو كل عمليات المنظمة؛ بهدف تحقيق تحسينات جوهرية فائقة في ضوء المعايير الأساسية للأداء”( )، ذلك هو مفهوم إعادة هندسة نظم العمل Business Processes Reengineering، أو ما اصطلح على تسميته في الترجمات العربية ”الهندرة” للتخفيف وتيسير التصريف اللغوي لها.
ويؤيد ”أحمد شوقي” الأخذ بمدخل إعادة الهندسة لإحداث التغيير الجذري حيث يرى أن ”الوصول إلى غد أفضل يستلزم إعادة هندسة أكبر عنصر قادر على إحداث قيمة إيجابية مضافة في تحسين منظومة المجتمع ككل، أو قطاعاتها المختلفة”( ).
وتتيح إعادة الهندسة تغيير المدرسة تغييرا جذريا يوصل إلى الملامح المأمولة لمدرسة المستقبل، والتي ”لن تكون أبدا مدرسة نمطية، أو في شكلها التقليدي؛ المتمثل في مجموعات قاعات الدروس والمختبرات، وبعض الأماكن والأفنية لممارسة بعض ألوان من النشاطات، وإنما بجانب ذلك – وفي أغلب الأحوال- سوف تمارس مدرسة المستقبل فاعليتها في المزارع والمصانع والبنوك، وقد تمارس فاعليتها عن طريق الاتصال بين جميع أطراف العملية التعليمية، وهم موجودون في منازلهم، ومصايفهم، أو منتجعاتهم، أو أماكن استشفائهم، أو تجمعات أعمالهم، أيضا قد تودي مدرسة المستقبل أدوارها من خلال مواقع افتراضية يختارها المتعلم بنفسه”( ).
وتحوي إعادة الهندسة داخلها الكثير من نظريات الإدارة؛ فهي تؤكد على البدء بالعمليات الجوهرية ذات القيمة المضافة، وعلى دمج تكنولوجيا المعلومات في هذه العمليات والعمليات المساعدة لها، كما تؤكد على إعادة التفكير في الحدود بين العمليات المختلفة، وفي حدود هذه العمليات لدى الموردين والعملاء, كما تعيد التفكير في فوائد كل من المركزية واللامركزية بالنسبة لأداء العمليات, كذلك تأخذ في اعتبارها تجزئة مدخلات العمليات بما يحقق تدفق متزامن في أنشطة كل عملية، كما تؤكد على تمكين العاملين، ومنحهم صلاحية اتخاذ القرارات، كذلك تعيد التفكير في حدود الرقابة بالمنظمة.( )
كما تهتم إعادة الهندسة بإشباع حاجات العاملين, وتنمية قدراتهم, واعتبار التعلم أداة لتحسين الأداء بالمدرسة، واستخدام التدريب كأداة لمواجهة التغيير والتعامل معه، وإتاحة الفرص لإيجاد قيادات فعالة، وتحقيق الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية، وإيجاد بنى وهياكل تيسر أداء العمل، وإعطاء الصلاحيات للقائمين بأداء الأعمال، بما يحقق إشباع حاجات المستفيدين من الخدمة التعليمية.( )
ويكتنف كثير من المديرين الخوف من محاولة تطبيق إعادة الهندسة، والذى مرجعه عدم توخي هؤلاء المديرون الوقت المناسب لإجراء إعادة الهندسة, فكثير منهم يشرع في إعادة الهندسة وقتما تكون المؤسسة على حافة الانهيار, بينما ”إعادة الهندسة هي طريقة خاصة لاستخدام عقولنا من أجل تركيز انتباهنا في أعمالنا، وليست علاجا سحريا للأزمات”( ).