![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتناول هذا البحث دراسة لأحد كتاب الأدب العبرى المعاصر, ممن لهم مكانة أدبية مميزة بين سائر الأدباء الاسرائيليين, و هو الأديب الاسرائيلى عاموس عوز, الذى يعتبر من الأدباء القلائل فى اسرائيل الذين جمعوا بين الكتابة الأدبية و السياسية معا, و عبر فيهما عن مشاكل المجتمع الاسرائيلى و تساؤلات الفرد فيه, و تغلغل فى أعماق النفس اليهودية. و لم يكن لديه شئ أهم من ذلك مطلقا, حيث حدد موقفه باعتباره ممن تجاوزوا الأدب الاسرائيلى التعبير عن ”نحن” و انتقلوا إلى الاهتمام ”بالأنا” و بالفرد و مأساته مع نفسه, و ذلك من خلال أبطال فقدوا سلامة الهوية, و هو بذلك يعكس اتجاها كاملا بدأ يظهر فى الأدب العبرى المعاصر منذ الستينات. و تتناول أعمال عوز الأدبية العديد من الموضوعات التى تصور واقع الحياة اليهودية فى اسرائيل, فقد اهتم بالكيبوتس و مشاكله و مميزاته و عيوبه. و تناول قضية التراث اليهودى, و أولى مسالة الصراع العربى الاسرائيلى اهتمام كبيرا فى العديد من أعماله الأدبية التى اظهر فيها تساؤلات الفرد الاسرائيلى نحو السلام و جدواه. و لم يترك عوز أحداث النازى التى تعرض لها اليهود فى الشتات, بل تحدث عنها فى بعض أعماله الأدبية أيضا. و تناول كذلك قضية المصير اليهودى و ربطها بمصير الحملة الصليبية فى القرون الوسطى.أما كتابيه فى الفكر الاسرائيلى فقد كانت قريبة – إلى حد ما – من الموضوعات الأدبية التى تناولها فى أدبه. و تنوعت هذه الكتابات ما بين الحديث عن اللغة العبرية و الاشتراكية و الهوية الاسرائيلية على ضوء الصراع القائم بين الدينيين و العلمانيين. و كان اهتمامه الرئيسى منصبا على الوضع فى المناطق المحتلة و جدوى الاحتلال الاسرائيلى للاراضى العربية. كما تناول عوز أيضا حقيقة القوى الدينية فى إسرائيل و أهدافها, و تداعيات ذلك على مستقبل دولة إسرائيل. و كانت هذه الكتابات السياسية تثير ضده, من آن لآخر, ردود فعل غاضبة من بعض التيارات فى المجتمع الاسرائيلى, إلا انه لم يعبا بها – على حد قوله- و واصل كتاباته عن اليسار و اليمين الصهيونى و عن الحكومة الإسرائيلية أحيانا. |