الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 167 |  |  |
| | | from | 167 | | |
المستخلص
إن الدارس لتاريخ الفكر الفلسفى والعلمى عند العرب لابد وأن يضع فى اعتباره الماكنة الكبيرة التى احتلها الحسن بن الهيثم ( 354-430 هـ ) - (965- 1038 م) فى الحضارة العربية الإسلامية فهو أحد علماء الطبيعة الإسلامية ولعله فى مقدمة علماء الطبيعة فى جميع العصور والأحقاب ولقد أختلف المؤرخون لحياة ابن الهيثم هو أبو على محمد بن الحسن بن الهيثم أصله من البصرة ثم انتقل الى الديار المصرية وأقام بها حتى أخر عمره ثم أشار ”القفطى ” الى أن ابن الهيثم هو الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو على المهندس البصرى ، نزيل مصر ، صاحب التصانيف والتواليف المذكورة فى علم الهندسة .
وأشار ” البيهقى ” الى ابن الهيثم فى قوله الحكيم بطليموس الثانى أبو على بن الهيثم كان تلو بطليموس فى العلوم الرياضية والمعقولات .
وعلى أى حال فإبن الهيثم هو أحد الأعلام الأفذاذ الذين شهدتهم النصف الأول من القرن الحادى عشر الميلادى .
وهو ينتمى الى أصول عربية وهذا ما أشار اليه د/ مصطفى عبد الرازق وذلك فى قوله أن ابن الهيثم من أصل عربى وأسم جده الأعلى ” الهيثم” ليس من الأسماء التى تداولها الأعاجم فى الإسلام وأصل الهيثم فرخ النسر وهو لقب عربى بحت .
أما فى العالم الغربى عرف ابن الهيثم عند الغربيين فى العصور الوسطى باسم الهازن ”Alhazen ” ( وهو اللفظ اللاتينى المحرف لأسم الحسن والسبب فى ذلك يرجع الى نشر ”رزنر” ”Risner” سنة 1572 م ترجمة لاتينية كاملة للأصل العربى لكتاب المناظر وسماه باللاتينية ”Optic thesaurus, Alhazeni ” أى ” الزخيرة فى علم البصريات للهازن ” وظلت هوية مؤلف كتاب الذخبرة مجهولة حتى بدأ الأوربيون يولون عنايتهم بالتراث الذى خلفه المسلمون فظنوا أن اسم ” الهازن ” إنما هو تحريف اسم ” الخازن ” وأن كتاب الزخيرة مؤلفه ” أبو جعفر الخازن ” الذى ولد فى النصف الأول من القرن الثانى عشر الميلادى واشتهر بأبحاثه الرياضية والفلكية والطبيعية والميكانيكية وهو مؤلف كتاب ” زيج الفائح ” وكتاب ” المسائل العددية ” وكتاب ” ميزان الحكمة ” وهو أشهر كتبه على الإطلاق وظل الغموض الذى يكتنف هوية الهازن حتى عثر ” فيدمان ” على مخطوط عربى لكتابه فى الضوء فى مكتبة ليدن اسمه ” تنقيح المناظر لذوى الأبصار والبصائر ” مؤلفه ” كمال الدين أبو الحسن الفارسى ” الذى توفى 720 هـ.