الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 305 |  |  |
| | | from | 305 | | |
المستخلص
شغلت الحروب الصليبية فى تاريخ الشرق فترة طويلة تمتد من سنة (1095م) يوم اعلن البابا اربان الثانى فى خريف هذه السنة وفى مجمع كلير مونت جنوبى فرنسا الدعوة الى الحروب الصليبية واستمرت على وجه التقريب نحو مائتى سنة. وتعد الحروب الصليبية فى طليعة الحوادث الكبرى فى تاريخ الامة الاسلامية يوم امتحنت هذه الامة فى اصالتها بالحياة فى وقت عاشت فيه وسط عاصفة هوجاء تخبط خبط عشوائى تقتل وتدمر وتخرب. ولقد كانت العقيدة الاسلامية الراسخة فى النفوس هى الطوق للمسلمين وهم يقاومون الاعداء فلم تتزعهم عقيدتهم هذه فى اشد اوقات محنتهم ولم يكن فى الناس شك من امرهم وهم يعيشون احلك الظروف بل ظل فى نفوسهم ايمان عميق وصادق فى ان اهدائهم مهما كان جبروتهم الى الخذلان وانه لابد للمسلمون من الانتصار. وقد ظهرت هذه العقيدة الاسلامية الراسخة جلية فى كثير من الوجوه فما كادت الامة الاسلامية تفيق من هول الصدمة الاولى التى تاتى فيها النصر المؤقت لقوى الصلبيين اول الامر حتى اخذ رجالها يعملون على اظهار تلك العقيدة الكاملة سلاح يشير فى وجه الاعداء فاستعادت النفوس رشدها وفكرت مليا فى ابعاد واقعها فكانت بداية المقاومة الاسلامية اول اعلان صارخ ضد الصلبييين وبداية لصراع مرير دام برهن فيهه المسلمون على ان لاحياة لهم بغير دينهم وان الموت الدموى الطويل عن انقلاب فى حياة المسلمين بجميع.