الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد استقر فى عقل الباحث ووجدانه أن التراث العربى الإسلامى غنى بالرجال والأفكار , بقدر الثراء الذى غرسه الإسلام فى قلوب المؤمنين . فالإسلام لم يكن يوما قيدا على حرية الفكر..بل على العكس فقد أطلق العقل من أثار الجمود والتقليد..إلى رحابة التأمل والنظر والبحث والاستقلال . ولقد كانت لغة الحوار المستنيرمن أبرز سمات أساليب القرآن الكريم فى محاورة الخصوم وفى عرض القضايا والمشكلات التى اعترضت مسيرة الحياة . من هذا المنطلق خاض الباحث غمار هذه التجربة ..يغوص فى أعماق التراث العربى الإسلامى يستخرج منه ما عظم قدره وخفى أمره على ابناء هذا الجيل ..رغبة فى إحداث تواصل بين الحاضر والماضى من أجل استشراق آفاق الغد . وشخصيتنا التى وقع عليها الاختيار هو: أبو عبد الله الحسينى بن على البصرى ”308-369” أخذ عن أبى على بن خلاد أولا ، ثم أخذ عن أبى هاشم ، لكنه بلغ يجده واجتهاده ما لم يبلغه من أصحاب أبى هاشم . صبر على طلب فصبر على الكلام وصبر على مثله فى الفقة , حيث أنه لازم مجلس أبى الحسن الكرخى , الزمان الطويل حالا بعد حال , ولم يحظ فى الدنيا بما جرت به العاده للعلماء , بل كان فى بغداد يصبر على الشدائد وهو مكب على طلب العلم , وكان شديد التقرر فى الطهارة , حتى كان يتخذ لبيت الخلوة نعلا , ولنفس الطهارة نعلا آخر ولستائر الأعمال . |