الفهرس | Only 14 pages are availabe for public view |
Abstract تمثل الاسرة الركيزة الاساسية في تربية الابناء وتنشئتهم، فالدور الذي يقوم الوالدان دور رئيسي لا غني عنه ، وانماط السلوك المستقبلية للطفل تتحدد بقدر نجاح العملية التربوية التي يقوم بها الوالدان تجاه الطفل في عملية التنشئة الاجتماعية . فالسنوات الاولي من حياة الطفل هي الاساس في نمو شخصيته ، ومن ثم كانت التنشئة الاجتماعية ضرورية في تعديل الغرائز بشكل يسمح للفرد بالتوافق النفسي مع اهداف المجتمع ، كما يسمح له بإعلاء هذه الغرائز ، والانتقال من مبدأ اللذة إلي مبدأ الواقع ، حيث تتكون الانا العليا في السنوات الاولي من حياة الطفل ، اثناء تصفية العقدة الاوديبية ، ومع احتدام الصراع بين الغرائز والانا ، يتطور جهاز الانا ، حتي يخلص الطفل من الام هذا الصراع . ويعتبر غياب الاب او الام عاملا مؤثرا في تعليم الفل السلوك الذكري او الانثوي ، فوجود الاب يؤدي الي اكتساب الابن السلوك الذكري ، وذلك بالمقارنة بحالة غياب الاب ، فقد يصبح سلوك الابن ذكريا متطرفا ، وقد يصبح مائلا الي السلوك الانثوي ، حيث يحدث خلل في نموذج التوحد ، وهذا نفسه ما يحدث بالنسبة للابنة ، مع استبدال أنموذج التوحد ، فعدم حدوث التعديل اللازم في الدوافع الفطرية ، التي تقوم بها عملية التنشئةالاجتماعية ، يؤدي الي النمط المضطرب للانا ، حيث ينشأ الطفل وينظر الي المعايير الخلقية والقيم الاجتماعية بنظرة مضطربة غير كاملة ، وحيث ينشأ الفل وهو يعاني ضعفا في نمو الشعور بالاثم أو الخطيئة ، ومن ثم تبدو له جميع تصرفاته – خاصة الشاذة منها علي انها سوية ، فالتنشئة الاجتماعية لها اهميتها في عملية التطبيع الاجتماعي ، وفي تصفية الموقف الاوديبي ، وفي توفير الظروف الملائمة لخلق طفولة سوية. والغرائز الجزئية موجودة بنسب مقبولة في كل فرد فإذا ما زادت عن حدها المقبول ، انقلبت الي سلوك غير مقبول اجتماعيا ، ومن هنا كان لابد من إعلاء هذه الغرائز ، وتحويلها خلال قنوات موظفة ومصالح مختلفة ، لخدمة الاخرين ، وتفريعها الي منافذ مقبولة اجتماعيا. فالاهتمام هنا ينصب علي الفروق بين الجنسين في مستوي الغرائز الجزئية ، فالذكر يختلف عن الانثي في التحليل النفسي ، حيث يري فرويد أن الرجل أكثر سادية ونظارية من المرأة ، وأن المرأة أكثر مازوشية واستعراضية من الرجل ، علي حين يري مخيمر ( 1976) في دراساته الكلينيكية ما يجعله يتردد في قبول الامر علي إطلاقه ، حيث يري أن المرأة أكثر سادية ونظارية من الذكور ، في حين أن الذكور أكثر مازوشية واستعراضية من الاناث ، وذلك في حياتهم العملية. مشكلة الدراسة: تتحدد مشكلة الراسة الحالية في محاولة الاجابة علي التساؤلات التالية: 1- هل توجد فروق حقيقية بين الذكور والاناث في مستوي الغرائز الجزئية ( السادية والمازوشية) ؟ . 2- هل توجد فروق حقيقية بين الذكور والاناث في مستوي الغرائز الجزئية ( النظارية ، الاستعراضية) ؟. 3- هل للعوامل الثقافية والحضارية تاثير علي حدوث فروق بين الذكور والاناث في مستوي الغرائز الجزئية ( السادية ، المازوشية، النظارية ، الاستعراضية) ؟. هدف الدراسة: تهدف الدراسة الي الكشف عن الفروق بين مستوي الغرائز الجزئية بين كل من الرجل والمرأة ، وذلك لحسم الخلاف بين وجهة نظر فرويد ، وما تقدم به مخيمر ( 1976) حول طبيعة مستوي الغرائز الاربعة ( السادية ، المازوشية، النظارية ، الاستعراضية) ، وما بينها من تداخل لدي الرجل والمرأة . |