![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتبلور الإتجاهات الفكرية في كل عصر حول قضية أساسية تعد بحق الطابع المميز لهذا العصر وفي عصرنا هذا أصبحت قضية الإغتراب التي تعبر عن أذمة الإنسان المعاصر هي مشكلة إزدادت حدة مع تعقد الحياة الإجتماعية والإقتصادية الأمر الذي يسمح لنا أن نصف هذه المرحلة التاريخية بأنها عصر وعي الإنسان بإغترابه فظروف العصر قد اجتمعت لتجعل من مشكلة الإغتراب هذه أهم المشكلات التي يواجها الإنسان اليوم ولما كان الباحث هو أحد أبناء هذا العصر لذا فهو يستشعر هذه القضية أو هذه المشكلة في مجالات الحياة المختلفة وليس في مجال محدد وتفرض مشكلة الإغتراب نفسها علي الكثير من نواحي الحياة كما تظهر كموضوع أساسي في الكثير من الكتابات والبحوث والدراسات حتي أصبح المنطوي علي نفسه إنما يظهر في صورة المغترب عن الناس وعن نفسه وعن مشاعره وعواطفه وبذلك يعاني غذاب العجز عن الأتصال بالآخرين ليس هذا فحسب بل وعدم القدرة في التعامل مع الغير فيصبح فريسة للوحدة النفسية والعزلة الإجتماعية فالإنسان إنما يفكر في نفسه عندما يشعر أن قدرته علي التواصل قد انعدمت وأن علاقته بالبيئة المحيطة لم تعد بعد علاقة ود وأمن فعندما يشعر بالعزلة بينه وبين الأخرين يريد إلي نفسه فتتجسم في أوهامه نقائصه فيشعر بحاجة ملحة ألي أن يختير ذاته فيحاول جاهدا محاسبتها ليتفهمها من جديد ومع التقدم الحضاري الحديث يزداد عدد البشر الذين يشعرون في كل المجتمعات ومن بينها بطبيعة الحال مجتمعنا المصري بالإغتراب في شتي صوره وألوانه. |