![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كان اختيار موضوع الرسالة من منجم التاريخ الحافل يشكل صعوبة كبيرة امام الباحث لذا فقد تردد كثيرا قبل ان يركن الى تلك الفترة المتأخرة من تاريخ مصر والشرق الادنى القديم ليتخذ من اهم احداثها واضطراباتها اساسا لهذا الموضوع . وكان من دواعى التردد ان ارض مصر وقتذاك كانت تصطرع اصطراعا وتتجا ذيها عوامل داخلية واخرى خارجية وتتدافعها الاحداث المتلاحقة بين مد وجزر فآونه يعلو نجمها وآونات اخرى يخبو ويفتر وكأى كأى كائن حى كانت مصر الفرعونية قد عبرت مرحلة الشباب وصارت على مدارج الشيخوخة بذات الوقت الذى انبثقت فية الى الوجود امم فتية لم تلبث ان بلغت قمة شبابها واكتمال نضجها ولكنها اى مصر على الرغم من ذلك كانت تمثل القاسم المشترك الاعظم بين معاملات الغالبية من امم الشرق الادنى القديم وسياستها تجاه بعضها البعض من هنا كان الباحث ان يتقصى فى اعماق تلك الصراعات و التنافسات بين شتى دول المنطقة آنذاك موقف مصر ومدى تاثيرها وتاثرها بالموقف الدولى المضطرب من حولها وعن مدى العلاقة بين اوضاعها الداخلية وعلاقتها الخارجية مع جيرانها من اقطار الشرق الادنى القديم بعامة ودول الفرس وبلاد الاغريق بصفة خاصة على اعتبار انهما كانتا من اقطاب المنطقة وكان لابد ان يدفعهما التنافس الى ان يلتقيا وجها لوجه فى صراع على تسيد المنطقة وكان لمصر دورها المتميز فى ذاك الصراع الطويل الذى امتد الى مايقارب القرنين من الزمان بعد ان آثرت اى مصر مقاومة التوسع الفارسى الذى كان يستهدف اخضاعها واحتلالها كما حدث لغالبية دول المنطقة وعندما جمعت ظروف دفع الاستعمار الفارسى بين بلاد الاغريق ومصر كانت هذه تمد يد المعونة نحو معسكر الاغريق بقدر ما تسمح به ظروفها وامكانيتها وتستورد منه جند المرتزقة وخبراء الحروب طبقا للاحداث الجارية . |