الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ينحصر موضوع هذا البحث فى التعويض عن الأضرار الجسدية الناجمة عن الاعتداء على حق الإنسان فى حياته وسلامة جسمه ويعتبر هذا الموضوع من أمهات مسائل القانون المدنى، بوجه عام والمسئولية المدنية بوجه خاص، وإذا كان لكل بحث من مباشرة فإن هذه الغاية لا تخرج عما ينادى به ثقات الفقهاء من وجوب جعل أحكام المسئولية المدنية متماشية مع مبادىء الشريعة الإسلامية، الأمر الذى يحقق الأصالة والتوافق مع متغيرات العصر، اى المعاصرة ويدعم هذا التصور ان الحماية المدنية للإنسان من حيث هو إنسان يجب أن تواكب الحماية الجنائية للوجود الإنسانى بحسبان ان هذه الحماية مظهرا من مظاهر المدنية المعاصرة، وتعتبر فى نفس الوقت حقا مكتسبا لا يحتاج الى تبرير بعد ان كرسته تعاليم الأديان الكبرى، وبعد ذلك اعترفت كافة القوانين بأن نظام المسئولية المدنية يعد القانون العام للتعويض، لذا فقد أصبحت المسئولية المدنية كما تنبأ العلامة جوسران، بحق نقطة الارتكاز فى القانون بصفة عامة وعلى الأخص القانون المدنى فإلى ما تقضى به المرجع فى كل أمر كما ترد إليها كافة الاتجاهات سواء فى مجال القانون العام أم فى مجال القانون الخاص، وسواء أكان ذلك فى دائرة الأشخاص أم فى دائرة الأموال حتى أضحت عصب جميع النظم القانونية، وإذا كان جوسران قد عبر عما حظيت به المسئولية من أهمية بالغة فإنه يمكن القول بأن تلك الأهمية التى تحتلها المسئولية قد تعاظمت الى الحد الذى يمكن وصفه بأن العصر الذى نعيش فيه الآن هو فى الحقيقة عصر المسئولية المدنية. |