Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التقديم والتأخير في القرآن الكريم:
المؤلف
سليمان، أحمد محمد تمام.
الموضوع
البلاغة العربية.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
294ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 310

from 310

المستخلص

لما كانت إشكالية الدراسة تنطوى على سؤال ٍمؤداه: ما هى الدلالات البلاغية التى تكتنف ظاهرة التقديم والتأخير فى القرآن الكريم؟ جاءت النتائج كاشفةً النقاب عن تلك الدلالات:
 فرَّقت الدراسة بين مصطلحىْ: (التقدم والتأخر)، و (التقديم والتأخير)، وأزالت الخلط الذى يكتنفهما عند من خلط بينهما، أو استخدمهما على سبيل الترادف، وهذه التفرقة مؤداها: استعمال مصطلح (التقدم والتأخر) لالتزام أصل التركيب اللغوى، ففى الجملة الاسمية يكون المسند إليه/ المبتدأ (متقدمًا)، والمسند/ الخبر (متأخرًا)، وفى الجملة الفعلية يكون المسند/ الفعل (متقدمًا)، والمسند إليه/ الفاعل (متأخرًا)، واستعمال مصطلح (التقديم والتأخير) للعدول عن أصل التركيب، فيكون الخبر (مقدمًا) والمبتدأ (مؤخرًا)، والفاعل (مقدمًا) والفعل (مؤخرًا).
 قسَّمت الدراسة ظاهرة التقديم والتأخير على مستويين: المستوى الأول: مستوى التركيب، وفيه تكون العلاقة إسناديةً بين طرفيه؛ لذلك تكون الدراسة لدلالات العدول عن أصل التركيب بالتقديم والتأخير، المستوى الثانى: مستوى الترتيب، وفيه تكون العلاقة عطفيةً بين طرفيه، سواءٌ كان عطف بيانٍ أم عطف نسقٍ؛ لذلك تكون الدراسة لدلالات كسر نسق الترتيب بالتقديم والتأخير.
 بعدما قسَّمت الدراسة ظاهرة التقديم والتأخير وفق هذه الثنائية (التركيب والترتيب) كان المعيار الذى يُعْدَلُ عنه بالتقديم والتأخير معلومًا، ألا وهو أنماط الجملة العربية التى وضعها اللغويون والنحاة، وجعلوها تترد بين الوجوب والجواز والامتناع، فاقتصرت الدراسة على حالة الجواز ليمثل الدلالة البلاغية للتقديم والتأخير، لأن الجواز يمثل الاختيار، أو الاستحسان، فإما الإبقاء على أصل التركيب وإما العدول عنه لدلالةٍ بلاغيةٍ، أما حالتا الوجوب والامتناع فلا تمثلان الدلالة البلاغية، إذ الوجوب مما افترضه التركيب، فلا مناصَ للعدول عنه، بالتزام الأصل، والامتناع إن استعمل الأصل كان من قبيل الخطأ اللغوى، وافتقاد الصحة اللغوية بدايةً ليس وراءه دلالةٌ بلاغيةٌ، وعليه فالوجوب والامتناع يمثل سببًا قهريًّا، أما الجواز فيمثل سببًا معتبرًا.
 جعلت الدراسة شيوع الاستعمال اللغوى لنسقٍ معينٍ من الترتيب بين الألفاظ يُعَدُّ معيارًا، وبالتالى فكسر نسق الترتيب بالتقديم والتأخير يمثل القلة أو الندرة فى الاستعمال، هذا إن حدث كسرٌ للنسق، فبعض الأنماط يأتى رتيبًا لا يتطرق إليه العدول، كتقدم (الرحمن) على (الرحيم)، وتقدم (السميع) على (العليم).
 انحصرت الدلالات البلاغية للتقديم والتأخير فى التركيب الخبرى فى:
- دلالة الحصر أو القصر أو التخصيص أو الاختصاص.
- دلالة التوكيد أو التَّقَوِّى أو التقوية.
- دلالة الأهمية أو الاهتمام أو العناية.
- دلالة سلب العموم وعموم السلب، وبالقياس: (نهى العموم وعموم النهى).
 انحصرت الدلالات البلاغية للتقديم والتأخير فى التركيب الإنشائى فى:
- دلالة التعيين أو التعيُّن (فى الاستفهام الحقيقى).
- دلالة التقرير أو الإقرار (فى الاستفهام المجازى: التقريرى).
- دلالة الإنكار أو النفى (فى الاستفهام الإنكارى)، وتنقسم إلى:
دلالة إنكار التكذيب أو الإبطال.
دلالة إنكار التوبيخ أو التقريع أو الاستقباح.
 انحصرت الدلالات البلاغية للتقديم والتأخير فى الترتيب بين الألفاظ، فى:
- دلالة مناسبة تقدم ألفاظٍ من اشتقاق الجذر اللغوى (ق- د- م).
- دلالة الأسبقية (باعتبارات: الإيجاد، الإنزال، الإرسال، التكليف).
- دلالة السبق باعتبار الذات، أو التقدم بالطبع.
- دلالة الرتبة أو المرتبة أو الأقربية.
- دلالة السببية أو العِلِيَّةِ.
- دلالة الداعية (فرعٌ من دلالة السببية).
- دلالة الأكثرية أو الأغلبية.
- دلالة الأفضلية أو التشريف.
- دلالة الاهتمام أو الأهمية، ويشمل: الاهتمام بالمقدم لدى المخاطَب، أو الأعجب فى الخلقة أو الأعرق فى القدرة، أو التعجب من شأن المقدم، أو الحث على المقدم والحض على القيام به حذرًا من التهاون.
- دلالة وجوب الترتب فى تسلسل الألفاظ.
- دلالة المناسبة أو مراعاة السياق.
- دلالة التعظيم أو التَّبَرُّكِ.
- دلالة الترقى من (الأدنى) إلى (الأعلى).
- دلالة التدلى من (الأعلى) إلى (الأدنى).
- دلالة تقدم (الأثقل) على (الأخف) فى النطق.
 أظهرت الدراسة التقاطعات الدلالية للترتيب القرآنى، بين النسق وكسره بالتقديم والتأخير، مثل: نسق الترتيب بتقدم (الأنبياء) على (محمدٍ) لدلالة الأسبقية، كسر نسق الترتيب بتقديم (محمدٍ) على (الأنبياء) لدلالة الأفضلية، فغالبًا ما تكون دلالة الأسبقية فى نسق الترتيب، ودلالة الأفضلية لكسر النسق.
 أظهرت الدراسة تقاطع ظاهرة التقديم والتأخير مع ظواهرَ بلاغيةٍ أخرى، فقد كانت ظاهرة التقديم والتأخير مُوَطِئَةً لظواهرَ بلاغيةٍ أخرى، أهمها مراعاة الفاصلة القرآنية.
 أظهرت الدراسة أن الجمع بالعطف بين نسق الترتيب وكسر النسق بالتقديم والتأخير فى تعبيرٍ واحدٍ يحقق ظاهرتين بلاغيتين، هما: التسبيغ، ورد العجز على الصدر، وهذا بادٍ فى النظم القرآنى، فى مثل قوله ـ تعالى ـ: ”يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ”]سورة آل عمران ـ الآية/27[، وبعطفه على أنساقٍ أخرى يتحقق المزيد من ظواهرَ بلاغيةٍ أخرى ــ كما فى الأشكال التوضيحية فى لَحَقِ الدراسة ــ.
رصدت الدراسة شيوع تعبيراتٍ قرآنيةٍ مخالفةٍ لأصل التركيب بالتقديم والتأخير، وورودها فى تذييل الآيات وختامها بواحدٍ من أسماء الله الحسنى، ومراعاتها للفاصلة، مثل: ”... فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”]سورة الأنفال ـ الآية/39[ ، ”... وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”]سورة الأنفال ـ الآية/41[ ، ”...وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ”]سورة الأنفال ـ الآية/47[، ”...إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”]سورة الأنفال ـ الآية/75[.