الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعنى هذه الدراسة ببحث بلاغة الخطاب الفلسفي في الشعر العباسي من منتصف القرن الثاني الهجري وإلى نهاية القرن الرابع الهجري، ويرجع اختياري لهذا الموضوع لأهمية هذه المرحلة في تاريخ الأدب العربي، فلقد ازدهر الأدب العربي في هذه الفترة ازدهارًا عظيمًا نتيجة النهضة الحضارية والثقافية التي عمت كل مظاهر الحياة، وشملت مختلف الفنون والآداب.كما برز التفاعل المثمر الخلاق بين الشعر والفلسفة، وأكد على إمكانية التلاقي بينهما وإفادة أحدهما من الآخر، وإن اختلفا في طريقة الأداء والتعبير. وأما منهج الدراسة فيتحدد في منهج النقد الفني الذي يعنى بتحليل الأساليب الفنية التي وظفها الشعراء للتعبير عن الفكرة الفلسفية، فيبين عن كيفية تطويع الشعراء لطريقة الفلاسفة والمتكلمين في الاستدلال والبرهنة من خلال أدوات البلاغة من استشهاد شعري وحسن تعليل وتقسيم وموازنة، وكذلك لطريقتهم في الجدل من خلال التضاد والسلب والإيجاب والحوار و الاستقصاء. كما يبين عن تطور لغة الشعر وقدرتها على استيعاب المعاني العقلية كالجوهر والعرض والأصول والفروع، وتوظيفها توظيفًا شعريًا في أغراض المدح والغزل والرثاء وغيرها .ويكشف أيضًا عن أثر الفلسفة في بروز ضمير المتكلم وارتفاع النغمة الذاتية في الأداء الشعري، وحرص الشعراء على وصف مشاعرهم وتحليل عواطفهم بشكل لم يعهد من قبل إلا في القليل النادر، وكذلك يلقى الضوء على تطور فن الحكمة وتعدد أساليب التعبير عنه بين خبر وإنشاء بتعدد ألوانها بين نظرية وعملية تعنى بتقرير الحقائق أو بتوجيه السلوك. ومن ثم تتحدد الدراسة في تمهيد وثلاث فصول وخاتمة. أما التمهيد : فيعنى ببيان الطابع الحضاري العام للعصر العباسي. وأما الفصل الأول: فيعنى بالاستدلال وأدواته، ويتكون من أربعة مباحث، يعنى المبحث الأول بالاستشهاد والاحتجاج، ويختص الثاني بحسن التعليل، ويتناول الثالث الموازنة، ويعرض الرابع لحسن التقسيم. بينما يعنى الفصل الثاني بالجدل وأدواته، ويتكون من أربعة مباحث، يعرض الأول لجدلية التضاد، والثاني لجدلية السلب والإيجاب، والثالث لجدلية الحوار، والرابع لجدلية الاستقصاء. |