Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم:
المؤلف
سالم، محمود عوض محمود.
الموضوع
قصص الأنبياء.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
314ص. ؛
اللغة
الإنجليزية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 314

from 314

Abstract

ملخص الرسالة باللغة العربية
(قصة إبراهيم  في القرآن الكريم
دراسة في ضوء علم اللغة النصي)
تُعَدُّ ”المدرسةُ النصيَّةُ” من أحدثِ المدارسِ اللغويةِ التي ظهرتْ حتى الآن، وقد انفردت بمميزاتٍ فريدةٍ من المدارسِ اللغويةِ الأخرى، فقد تعدّت في تحليلاتِها اللغويةِ الجملةَ بوصفِها الوحدةَ اللغويةَ الكبرى إلى النصِّ؛ وذلك لأنَّ تحليلَ الجملةِ يُعدُّ قصورًا في الدراسةِ اللغويةِ؛ إذ لا يمكنُ دراستُها منفصلةً عن سياقِها اللغويِّ المتمثلِ في البنيةِ اللغويةِ الكبرى ”النص”.
لذا انطلقت النداءاتُ بضرورةِ الخروجِ من بوتقةِ التحليلِِ على مستوى الجملةِ إلى التحليلِ على مستوى أكبرَ هو التحليلُ على مستوى النصِ، انطلقتْ من الإحساسِ القويِّ بأن نحوَ الجملةِ لم يعُدْ كافيًا لإشباعِ حاجةِ المحلِّلِ اللغويِّ؛ إذ الجملةُ لا تُقدِّمُ سوى الضئيلِ بالنسبةِ لما يُقدمُهُ النصُ؛ فما الجملةُ إلا جزءٌ صغيرٌ بالقياسِ للنصِّ، وما يُقدِّمُهُ النصُ يمثلُ المعنى الكليَّ، على حينِ الذي تُقدِّمُهُ الجملةُ يُمثلُ جزءًا فقط من المعنى العام.
وهذا لا يجعلنا نطرحُ نحوَ الجملةِ خلفنا، بل العكسُ هو الصحيحُ؛ لأنه كما يُمثلُ الحرفُ نواةَ الكلمةِ، والكلمةُ نواةَ الجملةِ، فكذلك الجملةُ تمثلُ نواةَ النصِّ، فالنصُ عبارةٌ عن متتالياتٍ من الجملِ في الأغلبِ، بصرفِ النظرِ عن كونِهِ جملةً واحدةً أو كلمةً واحدةً.
منهج البحث:
يُعدّ المنهج التحليلي الوصفي من أفضل المناهج التي تعين هذا البحث في دراسته، لما فيه من مميزات تساعد على إتمام هذا الموضوع.
الدراسات السابقة:
من الدراسات السابقة التي تقترب من الدراسة الحالية ما يلي:
1ـ خصائص النظم القرآني في قصة إبراهيم عليه السلام، د.الشحات محمد أبو ستيت.
2 ـ الترابط النصي في سورة الكهف لحسنة عبد السميع.
3 ـ من أشكال الربط في سور القرآن الكريم، د. سعيد بحيري.
4 ـ الوحدة الفنية في القصة القرآنية، د. محمد الداري.
5 ـ جماليات النص. د. عز الدين إسماعيل.
أهمية الموضوع وهدفه:
ترجع أهمية هذا الموضوع إلى اختياره لعلم اللغة النصي، الذي تخطى الجملة في تحليلاته إلى النص كما سبق توضيح ذلك.
ولما كانَ المجالُ التطبيقيُّ للتحليلِ النصيِّ ـ خاصةً في الإسهاماتِ الغربيةِ ـ لم يتعدَّ النصوصَ الصحفيةَ، أو المقالاتِ، أو من قريحةِ مؤلفي هذه الكتبِ، كانت الحاجةُ القصوى لاختيارِ نصٍّ أدبيٍّ من ناحيةٍ، ومقدّسٍ من ناحيةٍ أخرى، وفصيحٍ من ناحيةٍ ثالثةٍ، وأهمُّ نصٍّ تتوفرُ فيه هذه الشروطُ القرآنُ الكريمُ. ومن ثَمَّ انطلقَ هذا البحثُ في تطبيقِه لبعضِ ملامحَ المنهجِ النصيِّ إلى القرآنِ الكريم، فاختارَ قصةَ إبراهيم  لما تمتازُ به من غيرِها من القصصِ القرآنيِّ، فهي من القصصِ المتوسطةِ الحجمِ العظيمةِ القدرِ، فليست كقصةِ موسى  المفرطةِ في الطولِ لأسبابٍ اقتضتْها الحكمةُ الإلهيةُ، ولا من القصصِ المفرطةِ في القصرِ كآدمَ  لحكمةٍ إلهيةٍ أيضًا. كلُّ هذه الأسبابِ وغيرِها دعتْ البحثَ إلى اختيارِ قصةِ إبراهيمَ  ليطبقَ عليها نظرياتِ المدرسةِ النصية.
فصول البحث:
قُسِّمَ البحثُ إلى تمهيدٍ وخمسةِ فصولٍ وخاتمةٍ تتصدرُها مقدمةٌ، وتتزيلُها المراجعُ التي استعانَ بها الباحثُ ليُتِمَّ بحثَهُ وتوضيحُ ذلكَ كالآتي:
ـ بدأ البحثُ بتمهيدٍ ليُوضِحَ نقطتينِ رئيستينِ هما: التعريفُ بعلمِ النصِّ عامةً وعلمِ اللغةِ النصيِّ خاصةً، ثُمَّ التعريفُ بإبراهيمَ  باعتبارِ أن قصتَهُ موضوعُ البحثِ، فوجبَ الإلمامُ السريعُ بحياتهِ .
ـ أما الفصلُ الأولُ فَقُسِّمَ إلى مبحثينِ مهمينِ:
أولهما: استخراجُ الآياتِ التي تتحدثُ عن قصةِ إبراهيمَ  من القرآنِ الكريمِ.
ثانيهما: تقسيمُ الآياتِ الكريماتِ إلى جملٍ؛ لِيَسْهُلَ تطبيقُ نظرياتِ علمِ اللغةِ النصيِّ عليها.
ـ وأما الفصلُ الثاني، فقد تناولَ الدراسةَ المعجميةَ ممثَّلةً في أربعةِ مباحثَ:
تناولَ الأولُ منها تجميعَ الوِحْدَاتِ المعجميةِ (المفردات) في حُقُولٍ دلاليةٍ.
ثم تناولَ الثاني الاستخدامَ المجازيَّ لهذه الوحْداتِ، من حيثُ: التشبيهِ والاستعارةِ والكنايةِ والتعريضِ والمجازِ.
ثم تناولَ الثالثُ وسائلَ الانسجامِ بين هذه الوحْداتِ مُركِّزًا على التَّكْرَارِ والحذفِ.
ثم تناول الأخيرُ تقسيمَ جملِ هذه القصةِ إلى أساليبَ خبريةٍ وإنشائيةٍ.
ـ أما الدراسةُ النحويةُ فقد تناولَها الفصلُ الثالثُ، وقَسَّمَها إلى مبحثينِ:
أَولُهُمَا: الربطُ باستخدامِ أداةٍ من أدواتِ العطفِ.
وثانيهُمَا الربطُ بوسيلةٍ منطقيةٍ.
ـ ثم أُفْرِدَ الفصلُ الرابعُ للحديثِ عن وسائلِ الربطِ في هذه القصةِ، مُبْرِزًا وسيلتينِ من وسائلِ الربطِ هما: الضميرُ، والزمنُ.
ـ وجاء الفصلُ الخامسُ والأخيرُ ليتحدثَ عن مبدأينِ مهمينِ من مبادئ النصيةِ هما: القصديةُ، والإعلاميةُ؛ ليُوضِّحَ دورَهُمَا في تحقيقِ التماسكِ النصيِّ في هذه القصةِ.
ثم جاءت الخاتمةُ لتوضحَ أهمَ النتائجِ التي توصلَ إليها البحثُ سواء على الجانبِ النظريِّ، أم على الجانبِ التطبيقيِّ.
أما على الجانبِ النظريِّ فتمثلَ في الآتي: أولاً: البنيةُ الدلاليةُ لقصةِ إبراهيمَ  تعتمدُ على أنواعِ المجازِ المختلفةِ، وَتفسيرُ هذه المجازاتِ يساعدُ على إعادةِ الانسجامِ إلى البنيةِ الدلاليةِ للنصِّ، أيِ الترابطِ بين متوالياتِ القضايا لتكوين معنىً عامًّا يضمُ هذه القضايا، وهذا هو الذي يُشكِّلُ موضوعَ النصِّ.
ثانيًا: أهميةُ التَّكْرَارِ والحذفِ في إحداثِ التماسكِ النصيِّ، فقد أوضحا المحاورَ الأساسيةَ، التي يدورُ حولها النصُّ ممثلةً في قائلِ النصِّ وهو اللهُ ، ثُمَّ المُنَزَّلُ عليه النصُ، وهو النبيُّ ، ثُمَّ صاحبُ القصةِ إبراهيم ، ثُمَّ الموجّهُ إليهم القصةُ وهم المعاندون للنبيِّ  ، ومن ثَمّ اتجه التَّكْرَارُ لهذه العناصرِ لِيَزِيدَ بذلك من التماسكِ النصيِّ.
ثالثًا: ربطُ الجملِ بأداةٍ من أدواتِ العطفِ يقتصرُ على الجملِ التي لا تَرْبِطُ بينها صلةٌ منطقيةٌ، أما تلك التي تَرْبِطُ بينها صلةٌ منطقيةٌ فقسمها البحثُ ـ مُتَّبِعًا بذلك تقسيمَ البلاغيين ـ إلى جملٍ منقطعةٍ وجملٍ مستأنفةٍ، وأثبتَ البحثُ أن الجملَ المنقطعةَ تتمثلُ في الجملِ التي يبدأُ بها النصُّ وتمثلُ مقدمةً له. والجملُ المستأنفةُ هي الجملُ التي تسودُ في القصةِ، وهي تأتي إما لتُفَسِّرَ جملةً سابقةً، أو لتُؤكِّدَها أو لتُوضِحَ سببًا لها.
رابعًا: أكّد البحثُ دورَ الضميرِ في الربطِ بين جملِ النصِّ بمرجعيته الداخليةِ والخارجيةِ والسابقةِ واللاحقةِ، سواءَ أكانَ ذلك على مستوى جملةٍ أو عدةِ جملٍ، أم على مستوى النصِّ كلِّه، كما أوضحَ أنَّ هذا الضميرَ الرابطَ ثلاثةُ أنواعٍ: ضميرٌ يربِطُ الجملةَ المفككةَ لإعادةِ ترابطِها، وضميرٌ يربطُ جملةً فرعيةً بجملةٍ رئيسيةٍ، وضميرٌ يربِطُ بين جملِ النصِّ كلِّه.
خامسًا: ظهورُ الدورِ الكبيرِ للزمنِ الذي قام بالربطِ بين جملِ القصةِ، فهو ينقسمُ إلى ثلاثةِ أنواعٍ: زمنٌ أوليٌ رئيسيٌ هو زمنُ إنشاءِ النصِّ، وزمنٌ إشاريٌ وهو زمنُ أحداثِ النصِّ بالنسبةِ إلى الزمنِ الأولي، وزمنٌ إحاليٌ وهو زمنُ الجملِ التابعةِ لجملٍ رئيسيةٍ في النصِّ، وهو مرتبطٌ بالزمنِ الإشاريِّ.
سادسًا: وضوحُ دورِ معياريِ القصديةِ والإعلاميةِ في إحداثِ التماسكِ النصيِّ للقصةِ، والأغراضُ التي من أجلها أنزلَ اللهُ  هذه القصةَ على حبيبه محمدٍ r.
وأما على الجانبِ التطبيقيِّ، فقد أثبتَ البحثُ وجهًا آخر من وجوهِ إعجازِ القرآنِ الكريمِ، ألا وهو الإعجازُ بين الآياتِ التي نزلتِ في أزمنةٍ مختلفةٍ وفي أماكنَ مختلفةٍ بلْ وفي سورٍ مختلفةٍ، فقصةُ إبراهيمَ  جاءت في سورٍ كثيرةٍ بلغت خمسًا وعشرينَ سورةً، منها المكيُّ ومنها المدنيُّ، وبالرغمِ من كلِّ هذه الاختلافاتِ إلاَّ أنه عندَ تجميعها مَثلتْ قصةً مُتسقةً ومتماسكةً أشدَ ما يكونُ التماسكُ لِيُؤَكِّدَ بذلك أنّ مصدريةَ هذا القرآن هو الإلهُ الحقُّ