الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص انتهى البحث إلى جملة من النتائج لعل من أهمها: أولاً: أنَّ ابن الأعرابى (ت 231 هـ) كان من أبرز العلماء الذين تتلمذ لهم ابن قتيبة، وهو ما أثبتته دراسة أسانيد المرويات الشعرية فى ”عيون الأخبار” حيث قال ابن قتيبة ”أنشدنى ابن الأعرابى .........” وقال ”وأنشدنى أيضاً ـ أى ابن الأعرابى .....”، بل إنَّ تلمذته له كانت فيما يبدو أقوى من تلمذته للجاحظ، الذى تحمل عنه ابن قتيبة فيما وصل إلينا - ومن خلال أسانيد ”عيون الأخبار” أيضاً ـ إجازة، فى حين تحمل عن ابن الأعرابى بلفظه ”أنشدنى” وهو ما يقابل ”حدثنى” عند علماء الحديث. ثانياً: ألف ابن قتيبة كتابه ”عيون الأخبار” على النحو المشاكل لكتابه ”فضل العرب والتنبيه على علومها” على الرغم من اختلافهما فى درجة الوضوح والمباشرة فى مخاطبة الشعوبيين، ليرد على الذين اتهموه بأنه انتصر للشىء وضده فى آن واحد؛ حين أبطل مزاعم الشعوبيين فى كتابه ”فضل العرب” ثم دعا فى نفس الكتاب إلى ترك الحمية العربية فى التعامل معهم، والعلم بأن البشر جميعاً متساوون عند الله تعالى فى حساب الآخرة. حيث كان رده على هذا الاتهام فى ”عيون الأخبار” متماشياً مع منهجه الجدلى الذى يفرض عليه أن يبتعد عن المنهج الكلامى، وأن لا يتعدى طريق اللغة فى الرد. ثالثاً: كان ابن قتيبة على اتصال مباشر بالبحترى لكنه فيما يبدو لم يعجب به كما أعجب بأبى تمام فقد أعجب ابن قتيبة إعجاباً واضحاً به، وهو ما يكشف عنه احتلال أشعار أبى تمام المرتبة الأولى من حيث عدد الشواهد الشعرية لشاعر واحد فى ”عيون الأخبار” حيث بلغ عدد ما استشهد به من أشعاره 47 شاهداً شعرياً، وأبعد من هذا فقد تأثر به فى حديثه عن أوقات صنعة الشعر على نحو ما لاحظه ابن رشيق فى كتابه ”العمدة” ويبدو أن ذلك كان راجعاً إلى اتفاقهما حول الصورة التى ينبغى أن يكون عليها الأديب، وأهمية الشاهد الشعرى، وبعض صور التجديد فى هذا الفن التعبيرى. |