الفهرس 
العنوانيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 378 |  |  |
| | | from | 378 | | |
المستخلص
تناول الكثير من الدارسين دواوين الشعر العربي بمناهج مختلفة و كان من أهم هذه المناهج المنهج الأسلوبي الذي أسهم في إثراء هذا الشعر,و لكن في المقابل نجد قلة تناول هذا المنهج للنصوص النثرية بالرغم من ثراء تلك النصوص بالظواهر الأسلوبية التي لا تقل أهمية عن مثيلاتها في الشعر.
ومن النصوص المهمة في فترة من فترات تاريخنا – العصر الأموي- و عند كاتب بعينه – هو عبد الحميد الكاتب- نجد أهمية تناول الدرس الأسلوبي لنثره من حيث تأثيره في العديد من كتاب عصره ومن يليهم في عصور لاحقة من ناحية ,و تأثيره في عصره من ناحية أخري و كأنه أول من ابتكر فن من فنون النثر- و إن لم يكن كذلك- و نعني الرسائل الديوانية.
ولأهمية الرسائل الديوانية لما تكشفه من جوانب الحياة السياسية و الاجتماعية
في العصر الأموي و ما أرساه عبد الحميد الكاتب فيها من ملامح و أصول التزم بها الكتاب من بعده ,علاوة علي ثقافته العربية و الفارسية و اليونانية فقد آثرنا أن تكون الدراسة في إطار لغوي يعتمد علي تكرار العناصر اللغوية و ولادتها في نثر عبد الحميد و إحصائها في إطار تطبيقي يؤكد ما نذهب إليه من هذه الدراسة فتكون الأدوات تحت منهج يفيد من الأدوات النقدية للمناهج المختلفة دون التقيد بواحد منها.
وتناول نثر عبد الحميد الكاتب بالأدوات اللغوية لا يكشف عن الحياة السياسية و الاجتماعية فحسب , بل و عن شخصية الكاتب و حياته.و لا تحدد لنا ملامح أسلوب الكاتب فحسب , بل و تلقي بعض الضوء علي شخصية متلقي الرسالة و ربما ثقافته.
فهذا الجنس الأدبي يتوفر له من الميزات ما قد لا يتوفر لجنس أدبي آخر و من هذه الميزات معرفة موجه الرسالة لمتلقيها معرفة جيدة فيساعده ذلك علي اختيار الأدوات اللغوية التي يضمن بها التأثير في المتلقي. و علي ضوء ذلك فان الدرس الأسلوبي لنثر عبد الحميد الكاتب يكشف عن الملامح الأسلوبية لنثره من ناحية ,و من ناحية أخري عن بعض الملامح الشخصية و الثقافية للمتلقي.
ويهتم البحث برصد تأثير الحياة السياسية و الاجتماعية و ثقافة الكاتب و احتكاكه بالثقافات الأخري غير العربية علي نثره مع رصد مستويات الأسلوب من مستوي صوتي و تركيبي و تصويري و ارتباط تلك المستويات بالدلالة في نثره .
و لتحقيق هذا الهدف فقد قسمنا الرسالة إلي :
مقدمة و تمهيد و ثلاثة أبواب
يتناول التمهيد بعض من حياة عبد الحميد الكاتب ,و عصره ,و ثقافته , ثم رسائله في سياقها التاريخي و أبرز موضوعات نثره , ثم عرض قصير للدراسات القديمة و الحديثة التي تناولت عبد الحميد أو نثره .
أما الباب الأول بعنوان ”المستوي الصوتي” فيدرس في فصله الأول الصوت المفرد من حيث إسهاماته الموسيقية في النص و إنتاج الدلالة عن طريق التقابل الصوتي للأصوات المفردة ,و تنافر الأصوات وتجانسها,والحركات المؤثرة في بطء الإيقاع أو سرعته .كما يدرس إسهامات الصوت المفرد و تكراره في تجلية المعني في ذهن المتلقي ,وتكوين الدلالة داخل النص.و يدرس أيضا الدلالة الذاتية لبعض الأصوات.