Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قدم العالم وحدوثه بين ابن سينا وابن تيمية :
المؤلف
محمد، محمد داود رجب.
هيئة الاعداد
باحث / محمد داوود رجب محمد
مشرف / السيد محمد عبدالرحمن
مناقش / صلاح الدين بسيوني رسلان
مناقش / إبراهيم محمد رشاد
الموضوع
الكلام, علم. الفلسفة العربية - تاريخ. الإلهيات (علم الكلام) الصفات (علم الكلام) الفلسفة الإسلامية - تاريخ.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
144 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
01/09/2018
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 144

from 144

المستخلص

إن مشكلة قدم العالم وحدوثه تعد من أهم المشكلات التي أحدثت جدلا واسعا بين كلا الفريقين، فالكندي يتأثر بالمتكلمين ويذهب مذهبهم في القول بحدوث العالم، والمعتزلة تتأثر بطريقة ما بالفلاسفة حين يقولون بثبوت زوال العالم في مالم يزل،ويحدث بسبب ذلك جدل داخلي بين المتكلمين أنفسهم (أي بين الأشاعرة والمعتزلة )، كمايحدث جدلأواسع بينهم وبين الفلاسفة ينتهي بتكفيرالفلاسفة على يد الإمام الغزالي بسبب قولهم هذاونفيهم لعلم الله بالجزيئات وقولهم بالمعاد الروحاني، ولاينتهي الأمرعند هذا الحد، بل يأتي ابن رشد بعد ذلك ليبين تهافت أراء أبي حامد والتي بنى عليها تكفيره للفلاسفة، ويمكن القول أن للفلاسفة المسلمين في موقفهم من هذه المشكلة اتجاهان رئيسيان: أحدهما: القول بحدوث العالم ويمثله الكندي، الثاني: القول بقدم العالم ويمثله كل من : أ- أصحاب نظرية الفيض (الفارابي- ابن سينا)، وقداثبت واقدم العالم من خلال ربطهم إيجاد العالم وأشياءه بالعلم الإلهي. ب- أصحاب نظرية الخلق المباشر (ابن رشد ): وقد أثبت قدم العالم من خلال ربطه إيجاد العالم وأشياءه بالفعل الإلهي. ولكن ابن تيمية المدافع عن القول بحدوث العالم وبتكفير من يقول بقدم العالم سريعا مايقع في براثن الفلسفة، عندما يقول بقدم الأنواع والاجناس، فيقول بحوادث لا أول لها قديمة الأنواع والأجناس حادثة الأشخاص، وهو في نظريته هذه إنما يتأثر-على ما يظن الباحث- بمصدرين : أحدهما : ابن رشد، الذي أخذ منه ابن تيمية أن الفاعل المستكمل لشروط الفعل لابد أن يفعل، والله مستكمل لشروط الفعل دائما،فهوإذن فاعل على الدوام، وابن تيمية – من هذاالأثر- يرى أن الفاعل الدائم الفعل أكمل من الفاعل الذي يفعل حينا ويتوقف عن الفعل حينا آخر،مستدلا بالآية الكريمة {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّايَخْلُقُۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [النحل: 17]،وبالتالي فالله فاعل على الدوام، وعليه قال بقدم الأجناس والأنواع، وبحدوث الأشخاص. والثاني: ابن عربي وتلميذه صدرالدين القونوي، اللذان قالا بنظرية الأعيان الثابتة،والتي تعني أن ماهيات الأشياء هي ماهيات ثابتة في علم الله، وهذه الماهيات هي مجرد اعتبارات ذهنية، يخرجها الله من علمه إلى الوجود، عندما يفيض عليها من نوره، ثم يفنيها، في عمليتي إيجاد واعدام دائمتين، وتبقى الأعيان الثابتة التي هي معلومات الله... فابن عربي يقول بثبات الأنواع والأجناس الممثلة في الأعيان الثابتة، وبفناء الأشخاص... فهل تأثرابن تيمية بابن عربي –الذي كفره أيضا- عندما قال بقدم الأنواع والأجناس ونعرض لموقف ابن سينا من مسألة قدم العالم وحدوثه، ويتضح أن ابن سينا يحاول أن يوفق بين المتكلمين والفلاسفة، فهو يقول مع المتكلمين بحدوث جنس العالم،ويقول مع الفلاسفة بأن هذا الحدوث ليس له بداية زمانية، وذلك أن على تعلق العالم بالله هوالعلم الإلهي، ففيضان العالم عن الله معلول بعلم الله ولما كان العلم الإلهي قديم فالعالم إذن قديم وابن سينا يوضح هذا الأمر عندما يقول بالإبداع والذي يعني أن وجود الأشياء غير مسبوق بمادة ولا زمان، وبالتالي أثبت حدوث جنس العالم، وقدمه من ناحية الزمان، و يهاجم ابن تيمية ابن سينا لقوله هذا، بل ويهاجم كل القائلين بقدم العالم... ولكنه سرعان ما تبتلعه الفلسفة فيقع في شراكها، فيقول بقدم أنواع وأجناس أشياء العالم، وبحدوث أشخاص العالم وأعيانه، فيكون العالم قديم الأنواع والأجناس حادثالأشخاص، وبالتالي يقول بحوادث لا أول لها ولقد أوقعته نظريته هذه في مشكلة أخرى أكثر صعوبة وهي حلول الحوادث بذات الله، مما اضطره إلى القول بمرجح يختار إيجاد الأشياء واعدامها في الأوقات والأماكن المعينة دون غيرها، ولكن بقدر الهجوم الذي شنه ابن تيمية على ابن سينا، تلقى هجوما - بل وأشد- على نظريته هذه.