الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يواصل الدروز نزعتهم الهدامة، فبعد أن رأينا في الفصل السابق هدمهم لمعالم الإلوهية الصحيحة التي جاء بها الشرع الحنيف، نعرض في هذا الفصل لموقفهم الهدام لأركان الإسلام، مما يؤكد أنهم كانوا يؤسسون لدين جديد. ومن أهم الرسائل التي تحدثت عن أركان الإسلام؛ الرسالة السادسة في الجزء الأول من رسائل الحكمة ؛ بعنوان :(الْكِتَابُ المَعرُوفُ بالنَّقضِ الخَفيِّ وقد رفع إلى الحضرة اللاّهوتيّة)، ففيها نقض وهدم لأركان الإسلام جميعاً. وهي : الشهادتان، والصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، والجهاد في معنييها الظاهر والباطن. ولقد آثرَت الباحثة التسمية بأركان الإسلام، لأنها عند البحث؛ وجدت العديد من الكتب التي تتحدث عن الدروز والدرزية والتي يحاول مؤلفيها الإستدلال فيها على أن الدروز مسلمين والمقاربة فيما بينهم؛ فيقولون الدروز يؤمنون بأركان الإسلام مثل المسلمين تماما، فهم يشهدون أن لاإله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيمون الصلاة؛ ويؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، ويحُجُّون البيت. وهذا كذب واضح فكل ذو فهم إذ اطَّلع على الكتب المقدسة عند الدروز (كرسائل الحكمة، المصحف المنفرد بذاته، كتاب النقط والدوائر- وهو من كتب الدروز الدينية) سيعلم أن المؤلف استخدم أسلوب معتمد عند الدروز؛ وهو [التَّقية] حيث يستخدم الكاتب أسلوبا يفهمه الدرزي حسب عقيدته، ويفهمه غير الدرزي حسب عقيدته، والمعنى المراد لكل منهما مختلف، وبذلك يفهم القارئ غير الدرزي معنى غير الذي يقصده الكاتب، فالمصطلحات واحدة والمراد منها مختلف. |