Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دلالات المصطلح الصوفى والرمزية فى التعبير ”نحو القلوب ومنطق الطير نموذجان” :
المؤلف
حامد، هدى خيري رجب.
هيئة الاعداد
باحث / هدى خيري رجب حامد
مشرف / إبراهيم إبراهيم ياسين
مناقش / عبدالعال عبدالرحمن
مناقش / مجدى محمد ابراهيم
الموضوع
الفسلفة الاسلامية. الأدب الصوفي - تاريخ ونقد. التصوف والأدب العربي.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
264 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 257

from 257

المستخلص

تُعد دراسة أوجه الدلالة لمصطلح علمى ما المساعد بشكل فعال على معرفة هذا العلم وإستغلاله. ولما كان التصوف بوجه من الوجوه سلوكا له إطاره النظرى والتجريبى فإن دراسة مصطلحاته تعين بشكل فعال فى التعرف عليه ؛ وقد أدرك أئمة الصوفية الطبيعة النوعية لإصطلاحاتهم لأن لكل علم من العلوم ألفاظه ومصطلحاته الخاصه. فالصوفى يحاول مقاربة اللامحدود بالمحدود ؛ والمتحول بالثابت فقد فطن الصوفية الى أن لغتهم غير لغة العامه أو لغة العلوم الأخرى يجهلها من ليس من أهلها أو يقرأها قراءة ظاهرية حرفية أو قراءة منطقية ولطالما صرح الصوفية فى غير ما موضع أن علومهم لا تنال بالمذاكرة أو التعلم وإنما فيض من الله وإلهامات لا تؤخذ عن طريق العقل أو الذكاء وإنما هى منن يهبها الله لمن يشاء وبذلك يقرون بأن التصوف علم الأذواق ؛ وإذا كان لابد من الكتابة فيجب أن تكون غامضة ملغزة مشفرة لأنه من العلوم ما لا تقدر اللغة على حمله أو كشفه . وبالتالى اعتمد الخطاب الصوفى على اللغة الترميزية بسبب عوامل من داخل التجربة الصوفية نفسها ومن خارجها فالأفكار والأسرار الصوفية أدق وأخطر من أن توجه الى العامة صريحة واضحة لذلك لم يكن بد من خلق لغة ثانيه داخل اللغة الأولى هى لغة الرمز والإشارة. فما لا يُوصف أو يُعبر عنه بالكلام يمكن الإشارة إليه رمزاً. لذلك فالتعبير بالرمز يعتبر الأسلوب الأمثل لدى الصوفيين. فالتصوف يعتمد الذوق سبيلاً الى ولوج أسراره والتجربة الصوفية تنبض بالحياة الروحية وهذه الحياة إحتاجت الى مصطلحات جديدة. لذا وجدت بداخلى الرغبة فى ملامسة بعض أطياف النص الصوفى الذى يومىء بإغراء فريد وعجيب من شأنه أن يقرن آلام القراءة والدراسة بلذة الكشف ولعل ذلك كان سبباً لإختيار عنوان الرسالة (دلالات المصطلح الصوفى والرمزية فى التعبير نحو القلوب ومنطق الطير نموذجان) لمحاولة الكشف عن كيفية التعبير عن تجارب الصوفية وكيف تجسدت هذه التجارب بالرموز والأسرار. وعندما عجزت اللغة عن تمثيل التجربة الصوفية جاد لنا الإمام القشيرى (376هـ - 465 هـ) بمصنف فريد من نوعه متميز فى موضوعه هو كتاب نحو القلوب حيث أفرغ الدوال النحوية من مدلولها الأصلى وشحنها بمدلولات عرفانية مستخدماً للرمز النحوى كمعبراً عن السلوك الصوفىّ الروحىّ ؛ وكتابه واضح من عنوانه فهو ليس نحو اللسان أو اللغة إنما هو نحو للقلوب وهو لون من ألوان التفنن فى العلوم العربية والشرعية وهذا من الثراء الفكرى الذى إن دل على شىء فإنما يدل على مدى عظمة مؤلفه. ثم نجد العطار(ت627ه) فى منطق الطير يملى ويكتب ما تفيض به عاطفته ووجدانه فى صور شتى يعمد فيها الى الرمز والإشارة حيث أن قلبه ملىء بأسرار لا يفضى بها ولا يستطيع الإبانة عنها ولا يستحسن أن يفشيها للناس فتخرج رموزاً مشحونة بمعانى ودلالات عرفانيه فينتج لنا منظومة رمزية تختصر بداخلها آداب السلوك على الطريق الصوفى وبلوغ وحدة الشهود بين الخالق والمخلوق يسلك فيها أودية تنتهى بأبيات عجيبه تمثل لنا تمثيلاً حسناً فكرة الصوفية المتعلقة بالفناء فى الله. وتكمن أهمية الموضوع فى توضيح مدى قدرة التجربة الصوفية على إستيلاد دلالات جديدة أصبحت مصطلحات لعلم يرتكز على الرمز والإشارة وقد تأتى ذلك بثورة الصوفية على الواقع المعاش والدخول فى غمار المعرفه ومن ثم يطمح البحث الى محاولة الكشف عن البنية الفكرية والرمزية واستدعاء الرمز وإستلهامه وإستيحاء تجلياته على نحو كلى أو جزئى داخل المجتمع الصوفى للوصول الى مقاربة موضوعية لواقع وفكر إعتقادى خاص بالتجربة الصوفية. وفى سبيل تحقيق الغرض الرئيسى للبحث وللإجابة عما ارتبط به من تساؤلات انتهجت الباحثه المنهج الدلالى والنقدى لمحاولة الوقوف على المنابع الفكرية لمنظومة المصطلحات الصوفيه. قسمت الدراسة الى خمسة فصول تسبقها مقدمه وتلحقها خاتمة تتضمن أهم نتائج البحث وقائمة بالمصادر والمراجع فجاء مضمونها على النحو التالى. المقدمة : تتضمن الحديث عن حدود البحث وأهميته والهدف منه والمنهج المستخدم وإشكالية البحث تناول الفصل الأول المصطلح الصوفى من منظور دلالى وتبينا من خلاله كيف أصبح لدى المتصوفة ثروة وكما هائلا من المصطلحات والمفاهيم الغير قابلة للحصر خصوصاً بتباين واختلاف تجاربهم ومواجيدهم. تناول الفصل الثاني تنوع الدلالة الرمزية للتعبير عن أحوال الصوفية كما تعددت أسباب الرمز الصوفى للوقاية من نيل الخصوم لاسيما وأن العديد من المتصوفة تعرضوا للإعدام بسبب إفصاحهم فدعاهم ذلك لإتباع منهج الستر والإبتعاد عن البوح المباشر بالسر, كما تبين من خلال هذا الفصل كيف تمرد كل من القشيرى (ت 465ه ) والعطار ( ت 627 هـ) في مصطلحاتهم ورمزيتهم على النموذج الثقافى الأحادى الشمولى حيث حاولا أن يخلقا نموذج الأنا الفردى المتحرر من قيود النمطية الشمولية التى تمثلت في لغة الفقه القاهرة وفى أساليب التعبير والكتابة السائدة. تناول الفصل الثالث المصطلح الصوفى بنحو القلوب حيث نظر القشيرى للغة العربية نظرة روحية عميقة فبذل جهداً عظيماً لخدمة هذه اللغة وخدمة التصوف الإسلامى فخلق توازياً بين الوجود واللغة, وجاءت خلاصة مدلولات علامات الإعراب في نحو القلوب أن الرفع مؤشراً للسمو والقبول والولاية الربانية, والنصب تسخيراً للذات في طاعة الله وإستسلامها لمقاديره, أما الخفض يتراوح بين التواضع والعصيان والنبذ, والجزم الإنقطاع عن ما دون الله للوصول لليقين والخلاصة أنه نجح في تذويب المدلولات النحوية إستناداً للتجربة الروحية المتفردة للمتصوف. تناول الفصل الرابع رمزية منطق الطير ودلالة الحب الأنثوى زاوج العطار بين فنى القصة والشعر من أجل إيصال أفكاره الصوفية إلى العامة والخاصة على السواء حيث لم تأت رموزه واضحة كل الوضوح لكى لا تكون مبتذلة ولم تأت غامضة كل الغموض لكى لا يجهد الذهن في فهمها, وجاءت الرحلة في منطق الطير رامزه لمقاصد عليا أهمها عودة الجزء الى الكل وإستعادة الإنسجام الى روح الإنسان, كما رمز العطار بقصة الشيخ صنعان الى الحب الأنثوى ووحدة الأديان القائمة على فناء المحبين في الله. تناول الفصل الخامس مصطلح الفناء عند القشيرى والعطار, حيث انطلق القشيرى في معالجته لمصطلح الفناء من منظور شرعى يتفق مع الكتاب والسنة معاً فكان من أنصار الفناء المعتدل الذى ذهب إليه كثير من كبار مشايخ التصوف السنى المعتدل, كما قدم العطار لنا أشكالا متعددة للفناء بقصصه يميل تارة فيها لمذهب وحدة الشهود وتارة أخرى لمذهب وحدة الوجود, ولقد إتضح بما لايدع مجالاً للشك إقرار كل من القشيرى والعطار بأن الله محتجب متعال يعرفونه بتجلياته لا إتحاد به ولا إمتزاج. 1- وينتهى البحث بخاتمة تستنبط فيها الباحثة أهم النتائج التى توصلت اليها الدراسة : إن تمرد المصطلح الصوفى على المعانى اللغوية محكوم بجموح الخيال الصوفى الذى يتعشق التسامى للحاق باللامتناهى الذى يحتاج إلى بناء رمزى مرن يسمح بإستنباط المعانى الإصطلاحية التى تقارب ما يحس به القلب الصوفى من شوق إلى معرفة الخالق. إن البساطة التى تميز بها القشيرى بنحوه القلبى والإبتكار فى المصطلح والإشارة والرمز خففت الكثير من وطأة النزعة التعليمية وجعلت القشيرى يتسلل إلى نفس القارىء بالدهشة والمفاجأة مستساغاً بالرغم من صعوبة المصطلح النحوى فهو مقبول دون إعمال فكر أو إجهاد قريحة, فالفاعل مرفوع والمفعول منصوب فلما رأى العارف ألا فاعل إلا الله تعالى عظم قدره ورفع ذكره وخضع لجلاله وتواضع عند شهود كماله ورأى نفسه مفعولاً فانتصب لعبادته فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب. يرتقى الإنسان عند العطار الى الله ولكنه لا يصير رباً لأنه ليس بمقدوره أن يخرج عن الطبيعة البشرية فالمسافة اللامتناهية بين الله والإنسان التى طمح العطار الى إجتيازها أو تقريبها تمثل المحور الأساسى فى تجربته الصوفية وقد جاءت عنده محكومة بعدم الوضوح الكامل فى إنتماءه الى أى من المذاهب وحدة الشهود أم وحدة الوجود هذا أو ذاك ولكنها محكومة بعمق التجربه. وفى النهاية فقد وجدت فى تجربة القشيرى والعطار عدة أمور مشتركة يتفقون عليها وهى أن كل منهم مثله مثل غيره من الصوفية يقر بأن الله محتجب ومتعال يعرفونه بتجلياته, كما أن التجربة الصوفية عندهم هى واحدة وإن اختلفت فى عمقها والقصد من ذلك هو الإبتداء بسلوك معين والوصول الى نتيجة واحدة, والسلوك هو ممارسة الرياضات الصوفية والمجاهدات الروحية من أجل التعالى والترقى للوصول الى المطلق وهذا ما نجده عند القشيرى من ضرورة إتباع السلوك الصوفى القويم للوصول الى المعرفة وعند العطار فى عبور الوديان للوصول للمطلق, وأما النتيجة الواحدة فهى أن الذات يستحيل الوصول إليها ولكن الله يعرف بتجلياته وصفاته ويظل مفارقاً بعيد المنال لا اتحاد به ولا إمتزاج.