Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مدارج السالكين الى مقامات العارفين فى فكر الامام الجنيد والشيخ ابى المحاسن القاوقجى :
المؤلف
الدربيشي، أحمد عبدالمعبود أحمد يوسف.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد عبدالمعبود أحمد يوسف الدربيشي
مشرف / إبراهيم إبراهيم ياسين
مناقش / عامر ياسين محمد النجار
مناقش / مجدي محمد محمد ابراهيم
الموضوع
التصوف الإسلامي. الشاذلية - طرق صوفية. الإمامية - طرق صوفية.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
446 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 446

from 446

المستخلص

تعد دراسة المقامات والأحوال من أفضل ما يرشد إلى طريق الوصول، وخاصة إذا كانت الدراسة لها من خلال شيوخ التربية الذين جاهدوا في الله حق الجهاد، وهذه الدراسة تجمع بين إمامين كبيرين أولهما: الإمام الجنيد وهو إمام الطائفة في النتقدمين، والثاني: هو الإمام أبو المحاسن القاوقجي وهو إمام مدرسة في المتأخرين. وإنَّ من أعظم ما اعتنى به أهل الطريق هو تعمير بواطنهم، فأصلحوا قلوبهم بالتخلية عن كل ذميم، والتحلية بكل حميد، ثم تدرجوا بها تهذيبا وتربية في المقامات والأحوال مع شيخ من أهل العرفان؛ لكي لا تتخطفهم القواطع والأهواء، أو تلعب بهم نفوسهم والشيطان، فركبوا براق الهمة نحو الوصول، فلا راحة لهم دونه، ولا مقصد لهم سوى رضاه.يقول الإمام الجنيد: ” كل إنسان يطير بأجنحة الهمة نحو مقصودهومطلوبه على قدر همته وقوة يقينه وصحة إرادته وكمال مرؤته، ولا يستريح من طيرانه حتى يبلغ إلى غاية مراده، فإذا بلغ إليه وقف عنده ونزل عليه فلا يجاوز عنه”. ولما كانت الغاية التي خلق الله الخلق من أجلها هي الوصول لمعرفته؛ كان السلوك في هذا الطريق الموصللها واجبا على جميع العباد، ولا بد لهم من العلم الموصل لهذا؛ فكان لا بد من الشيخ المربي، الجامع بين علم الظاهر والباطن، المتشرع في الأنفاس والحركات والخطرات بالكتاب والسنة، لذا يقول الشيخ أبو المحاسن القاوقجي: ”السلوك إلى الله تعالى فرض عين بلا خلاف، على الذكور والإناث والعبيد والأشراف؛ إذ الجميع مخلوق للعبادة بوصف الإخلاص واليقين، كما نطق بذلك الكتاب المبين، والعبادة بدون علم هباء منثور، والعابد على جهل كالباني على أمواج البحور، فحينئذ تحتم معرفة المعبود، والعبد، والعبادة، وهذه الدعائم عليه المدار والإفادة”. ولما كانت الهمم تتشوف دائما لأعلى المقامات، وكان هذا متحققا في طريق الدنيا، فتحرك الهمم في طريق الآخرة أولى.ونحن في زمان غلبت فيه الشهوات، وأصبح الكثير أسير نفسه وهواه، يلعب به الشيطان، فتاهوا عن الطريق، وكذلك طغت الماديات على القلوب فأصبح الكثير لها عبدا وخادما، وكان الخلاص من كل هذا ليس بالرهبانية وترك الأسباب، لكن مع السعي الظاهر لا بد من سعي الباطن،وسعي الباطن لا بد فيه من مجاهدة، وغايته الظفر بالوصول،والسلوك ـــ بهذا المعنى ـــ امتداد للتربية الروحية التي عاشها سيدنا النبي ــــ صلى الله عليه وآله وسلمـــ وربى أصحابه الكرام عليه، وهم ربوا التابعين، وهكذا، إلا أنه لما كانت الهمم تضعف، والعزيمة تقل، كان من سنن الله تعالى في كونه أن يبعث للناس من يقوي همهم، ويربي أرواحهم، وهذا من كرم الله على عباده. وقد قيض الله لهذه الأمة أئمة هداة يقومون في الناس هذا المقام الشريف، تربية وتزكية وتوعية وإرشادا؛ لبيان ما عساه يكون قد اندرس من معالم الحق، ويقومون من خلاله بواجب الوقت، ويسلكون بالمريدين ما يوصلهم إلى أعلى مقامات العارفين بالله تعالى. ولما كانت الطريقة عند المتقدمين قد شيدت معالمها على يد من اختارهم الله لهذا الطريق المحمدي النوراني، فأخذوا بقلوب الخلق للوصول إلى الله تعالى، فإني في هذا البحث أطوف في فكر واحد من هؤلاء الأئمة الهداة الذين قاموا بأعباء التربية والتزكية وهداية الأمة، وهو الإمام الكبير والعارف الشهير، إمام الطريقة، الجنيد بن محمد البغدادي (ت 297هـ)،ثم أقارنه بفكر واحد من المتأخرين من أبناء وشيوخ الطريقة الشاذلية، وكانت طريقته فرعا منها، وهي الطريقة القاوقجية لشيخها الإمام العارف المربي الشيخ أبي المحاسن القاوقجي (ت 1305هـ).