Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحب الالهى ومقامات الطريق فى كتاب ابن الدباغ مشارق أنوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب بالمقارنة مع ابن عربي :
المؤلف
البسطويسي، السيد فكيه السيد ابراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / السيد فكيه السيد ابراهيم البسطويسي
مشرف / ابراهيم ابراهيم ياسين
مناقش / عامر يسن النجار
مناقش / أحمد محمود الجزار
الموضوع
الفلاسفة المسلمون. الإلهيات - علم الكلام.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
مصدر الكتروني (262 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 262

from 262

المستخلص

الحب أعظم عامل فى الحياة وأعظم قوة فى قلب الإنسان تسوقه إلى أعمال رفيعة ، وتقوده إلى حيث لم يكن راغبا ، فهو ملك يتصدر عرش العواطف والأحاسيس ، وينطلق من حالات خاصة فى الروح يبذل فى سبيلها كل غال ورخيص. والحب : إيمان وإيثار وتضحية ، بل هو عقيدة ونور بيد الظلام ، وهو عبادة ورغبة وصبر وطهارة وسرور عن عقل وتبصر وقوة إرادة يقرب الفضيلة والتعفف والحشمة والألفة ، وصلاح العبد أن يصرف قوى حبه كلها لله وحده بحيث يحب الله بكل قلبه وروحه وجوارحه فيوحد محبوبه ويوحد حبه ، وتوحيد المحبوب أن يبقى فى قلبه بقية حب حتى يبذلها ، فهذا الحب غاية صلاح العبد ونعيمه وقرة عينيه . وليس لقلبه صلاح ولا نعيم إلا بأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن تكون محبته لغير الله تابعة لمحبة الله ، فلا يحب إلا الله. ومن الأدلة على محبة الله لعبده ، ومحبة العبد لربه كثيرة . قال الله تعالى : (يحبهم ويحبونه) .وقال تعالى ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) وقال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فأتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) ويحببكم الله : دليل على المحبة وفائدتها وفضلها. وفى السنة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :””يقول الله تعالى : من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى من آداء ما إفترضته عليه ، ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ، وبصره الذى يبصر به ، ويده التى يبطش بها ، ورجله التى يمشى بها ، وإن سألنى لأعطينه ، ولئن إستعاذنى لأعيذنه . وحب الإنسان أيضا يجمع بين الحبين الطبعى والروحانى ، فيحب الإنسان ربه بنفسه ، وهذا من باب الحب الطبيعى ، الذى يتصف فيه المحب بأنه يحب محبوبه لنفسه ، ثم هو الإنسان يحب الله لذاته ، وهذا من باب الحب الروحانى ، الذى يكون فيه الحق محبوبا لذاته بوصفه المحبوب ، ومن ثم كان من الضرورى عند ابن عربى أن يجمع المحب لله بين الحبين ليصح كونه على الصورة والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله من عباده ، وذكر ما يحبه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم كقوله تعالى : ( والله يحب الصابرين ) ، (والله يحب المحسنين ) وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الله ورسوله من شرائط الإيمان فى أحاديث كثيرة فقال ”” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين ). والأحاديث فى المحبة كثيرة ، وكلها تشير إلى عظيم فضلها ، وبالغ أثرها ، وحين تحقق الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم بمحبة الله ورسوله بلغوا أوج الكمال فى الإيمان والأخلاق والتضحية ، وآنسهم حلاوة المحبة مرارة الإبتلاء وقسوة المحن ، وحملهم دافع المحبة على بذل الروح والمال والوقت ، وكل غال ونفيس فى سبيل فى سبيل محبوبتهم لعلهم يحوزون رضوانه وحبه. ويقول الغزالى أن أهل المحبة فى ثلاثة أحوال : الحال الأول هو محبة العامة وهذا ناتج من إحسان الله إليهم وعطفه عليهم ، والحال الثانى وهو يتولد من نظر القلب إلى غناء الله وجلاله وعظمته وعلمه وقدرته ، وهذا النوع من الحب يصل إليه الصادقون والمتحققون ، أما النوع الثالث من الحب فهو محبة الصديقين والعارفين ، تولدت من نظرهم ومعرفتهم بقديم حب الله تعالى بلا علة ، فكذلك أحبوه بلا علة ، إن الحال الثالث من تصنيف المحبين عند القشيرى ينطبق تماما على الصوفية ، لأ، الصوفى إذا أحب الله ، فإنه لا يحبه لغرض بنفسه ، فهو قد هجر الدنيا بما فيها ، وتحول إلى حال الزهد ، ولم يبق له فى هذه الدنيا ما يحبها ، فكام حب الله هو البديل الأسمى له ، ومن كل سعيه فقد أمن على نفسه فى الدنيا والآخرة . وقال إبن الدباغ : إن المحبة لا يعبر عنها حقيقة إلا من ذاقها ، ومن ذاقها إستولى عليه من الذهول على ما هو فيه أمر لا يمكنه معه العبارة ، كمثل من هو طافح سكرا ، إذا سئل عن حقيقة السكر الذى هو فيه ، لم يمكنه العبارة فى تلك الحال ، لاإستيلائه على عقله ، والفرق بين السكرين : أن سكر الخمر عرضى ، يمكن زواله ، ويعبر عنه فى حين الصحو ، وسكر المحبة ذاتى ملازم ، لا يمكن من وصل إليه أن يصحو عنه ، حتى يخبر فيه عن حقيقته. وحب الله لنا لا يتصف بالبدء ولا ينصرف لغاية ، فهذا ما لا يجوز فى حقه تعالى ، لأنه لا يقبل الحوادث ولا العوارض ، و من ثم فهو تعالى حبنا فيما لم يزل وفيما لا يزال – فمحبته لما بعد أن أوجدنا هى عين محبته لنا وتحت أعيان ثابتة فى علمه الأزلى ، فلا أول بالتالى لمحبته ولا نهاية لها ، كل ذلك مما يقتضيه كماله فى محبته لعباده.