Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المشكلات الاجتماعية والنفسية لأطفال التوحد وتأثيرها على الأسرة والمجتمع :
المؤلف
عجيلة، هبة عبداللاه أحمد سيد أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / هبة عبد اللاه أحمد سيد أحمد عجيلة
مشرف / نجلاء محمد عاطف
مشرف / محمد حسين سعد الدين
مناقش / اكرم فتحي يونس
مناقش / أماني صالح صالح
الموضوع
اضطراب الذاتوية - ظواهر نفسية. اضطراب الذاتوية - رعاية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (377 صفحة).
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 377

from 377

المستخلص

أولاً الملخص باللغة العربية:التوحد من أكثر الإعاقات التطورية صعوبة بالنسبة للطفل، على الرغم من أن السنوات السابقة قد شهدت اهتماما كبير ومتزايد بالمعاقين بشكل عام، إلا أن هذا الاهتمام لم يشمل الأطفال التوحديون، كما يجب وبشكل متساوي مقارنة مع فئات التربية الخاصة الأخرى، فكثيرا ما تم إهمالهم واستثنائهم عند التخطيط للبرامج والخدمات المختلفة التي تقدم في مجال التربية الخاصة، والتوحد اضطراب نمائي عام أو منتشر يؤثر سلبا على العديد من جوانب النمو الأخرى، وليس على الجانب العقلي أو الجانب الاجتماعي فقط ، بل إن الواقع يشهد أن أغلب جوانب النمو تتأثر به وهو الأمر الذى ينفرد به هذا الاضطراب دون سواه من الإعاقات العقلية الأخرى سواء التخلف العقلي أو متلازمة أعراض ” داون ”، ومن بين تلك الجوانب التي يمكن أن تتأثر بمثل هذا الاضطراب ما يلى : الجانب العقلي المعرفي والجانب الاجتماعي والجانب اللغوي وما يرتبط به من تواصل، والجانب الانفعالي واللعب والسلوكيات، كما يعاني الأطفال ذوي اضطراب التوحد من تأخر لغوي، وتدني القدرة على التواصل، ونقص القدرة على تبادل الحديث، وعدم القدرة على التقليد، وهم أيضا غير قادرين على الدخول في الحديث مع الأخرين، ومن أبرز خصائصهم الترديد أو التكرار، وقصور في الإدراك الحسي.والطفل التوحدي يعيش في عزلة تامة داخل حدود عالمه الداخلي الشخصي، ويبدو غير مبالٍ علي الإطلاق بالآخرين، كما أنه يميل إلي الابتعاد التام عنهم، وتجنب إقامة علاقات معهم، مما يجعل تواصل هؤلاء الأطفال مع الآخرين وعلاقاتهم الاجتماعية معهم أمراً بالغ الصعوبة أو متعذراً في كثير من الحالات. فالطفل المصاب بالاضطراب التوحدي يعاني من ضعف العلاقات الاجتماعية وضعف التواصل مع الآخرين ، ويبدو وكأنه يعيش في عالم خاص به منغلق على ذاته بالإضافة إلي ما يعانيه من خلل في نمو اللغة، كما يمثل تواصل الأطفال التوحديين مع المحيطين بهم مشكلة متعددة الجوانب تظهر في صورة انخفاض في مهارات الاتصال ومشكلات في التعبير عن المشاعر والانفعالات والحالات النفسية التي يمرون بها ولذلك تظهر لديهم بعض السلوكيات الدالة على التحدي أثناء استثارتهم انفعاليا أو الغضب مثل الإلقاء ببعض الأشياء بعيدا أو قذف ما يكون بأيديهم وما إلى ذلك من السلوكيات العدوانية وهو ما يعد تعبيرا عن رغبتهم في جذب انتباه المحيطين بهم إلى أحداث أو أفكار معينة لا يستطيعون التعبير الصحيح عنها وقد تعتبر تعبيرا عن إحباطات معينة يمرون بها وقد يصل بهم الحال نتيجة لذلك لإيذاء أنفسهم، كما يصاحب هذا الاضطراب أعراض سلوكية مضطربة واستجابات انفعالية شاذة ، ويظهر الطفل وكأنه أصم لا يسمع من يناديه ، وهؤلاء الأطفال يحتاجون لعناية وصبر وسعة صدر ، وقد يمثل ضغطاً على الوالدين والأخوة والمتعاملين معه.تواجه أسرة الطفل التوحدي كم هائل من المشكلات والضغوط النفسية والتوتر والقلق والاكتئاب مما يولد مستوى من الأفكار اللاعقلانية، ونظرا لكل هذه المشكلات والضغوط التي تتعرض لها الأسرة عموما والوالدين خصوصا، فإن استجابة هذه الأسرة غالبا ما تكون باستعمال استراتيجيات مواجهة، خاصة فيما يخص المواقف الضاغطة، وتعرف هذه الاستراتيجيات، على أنها مجموعة الأساليب أو الجهود المعرفية والسلوكية الموجهة للحكم أو خفض أو تحمل الحدث المدرك، ومختلف الدراسات التي تناولت أسر المتوحدين، ترى أن الأولياء يستخدمون مجموعة من السلوكيات ومن بين هذه الاستراتيجيات يظهر الرفض كرد فعل لمواجهة هذا الاضطراب، بالإضافة إلى مشاعر القلق والشعور بالذنب والخجل والانسحاب، الهروب وتحاشي الغير، اللجوء الى الشكوى والتذمر ، ومهما كان ستخضع الأسرة في الأغلب إلى تقبل هذا الطفل وتتحدى الضغوط وتواجه الموقف.كما تواجه أسر ذوي التوحد العديد من المشكلات، منها ما يتعلق بالخصائص والاحتياجات المتفردة للطفل، ومنها ما يتعلق باحتياجات وخصائص الوالدين النفسية والاجتماعية وطبيعة أدوارهم الحياتية، إضافة إلى أن الأمهات تتحمل العبء الأكبر في رعاية الطفل، وهذه الأعباء ترتبط بالعديد من المتطلبات المادية والنفسية والاجتماعية التي تحتاج إليها الأم، بالإضافة إلى الأعباء التعليمية والمجتمعية. ورغم تطور البرامج العلاجية للتوحد إلا أن هذا التطور لم يشمل تقديم الخدمات لأسر الأطفال التوحديين بشكل كافي مما عرضهن للكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية والعضوية التي تسبب ارتفاع مستوى الضغط لديهم، هذا ما يجعل الأسرة تحت سلسلة من الضغوط النفسية تكون في الغالب مرتبطة بالاحتياجات الخاصة للطفل وبالقلق على مستقبله.وعموما تختلف أساليب مواجهة المشكلات والضغوط في مواجهة وضع الطفل المتوحد باختلاف الأفراد وشخصياتهم واختلاف المواقف التي يتعرضون لها، وكذا اختلاف الأسر في حد ذاتها من حيث الوعي ومدى ادراكها للمرض، وقدرتها على المواجهة، وأيضا المستوى المادي لما له من أهمية في تولي تكاليف التعليم والعلاج النفسي والارشاد الاجتماعي والتربوي في التعامل، واخضاع الطفل التدريبات والبرامج اللازمة للاندماج في الحياة الاجتماعية، والأهم هو أن تكون هناك متابعة وسيرورة دائمة في تلقي هذه البرامج ومتابعة كل ما يستجد في مثل هذه الحالات.إن معرفة مستوى هذه الأفكار ومستوى مجالاتها ذا أهمية كبيرة للمربيين والمرشدين ومؤسسات التربية الخاصة للتركيز على نقاط الضعف ومعالجتها وذلك من اجل تحقيق التكيف الاجتماعي والتوافق النفسي لأسرة الطفل لتوحدي، وتتخذ المساندة الأسرية للأطفال المتوحدين أشكالاً مختلفة، منها المساندة الانفعالية، والمساعدة العملية، وقد يتم تدريب الوالدين أو الأخوة على بعض الأساليب العلاجية مثل أساليب تعديل السلوك حتى يتم تطبيق هذه الأساليب في المنزل إضافة إلى المدرسة أو مراكز العلاج الأخرى . وقد يلتحق بعض أفراد الأسرة في دورات تدريبية للتعرف إلى كيفية تقديم المساعدة الفعالة للأطفال المتوحدين.ويجمع العلماء على أهمية الأسرة وأثرها العميق في ارتقاء شخصية الطفل وعلي أهمية دور كل فرد من أفراد الأسرة في عملية النمو النفسي والاجتماعي والعقلي للطفل وخاصة في سنواته الأولي ، فعلي الرغم من أن شخصية كل من الوالدين والتفاعلات بينهما وسلوكهما نحو الطفل له الأهمية الأولي والأساسية في تشكيل نموه ، إلا أن علاقته بأخوته لها أيضاً تأثير في نمو شخصيته.ولقد بدأ المتخصصون في الإرشاد والتأهيل النفسي والاجتماعي حديثا بالاهتمام بآباء وأمهات الأطفال التوحديين, وأدركوا الضغوط والصراعات الموجودة لديهم, فوجود طفل توحدي في أسرة ما يسبب لها مشكلات إضافية, وعلاقات أسرية أكثر تعقيدا, وقد يكون له الأثر الكبير في إحداث تغيير في تكيف الأسرة, وإيجاد خلل في التنظيم النفسي الاجتماعي لأفرادها, خاصة الأم التي تواجه العديد من المشكلات والصعوبات في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعاصرة نتيجة لتعدد أدوارها كزوجة وأم وربة منزل وفي الكثير من الأحيان امرأة عاملة, مما يعرضها لكثير من الضغوط النفسية، بالإضافة إلى اعتبارها الشخص القائم برعاية هذا الطفل. كما أن فشل الأم في تحقيق التفاعل والتكيف مع الطفل ما يشعرها بالإحباط وكذلك الصعوبات في عملية الرعاية والتنشئة الاجتماعية مع العلم أن المتوحدين يرفضون التغير ويتميزون بخصائص وسمات يصعب التعامل معها كالانطواء على الذات وغياب التواصل والتفاعل الاجتماعي ما يفرض على الأم التفرغ التام لإدارة شؤون الطفل. زيادة على ذلك غياب السند المادي والمعنوي يجعل الأم تعيش حياة مليئة بالوحدة، لأن الزوج قد يتهرب من المسؤولية في بعض الأحيان ويرفض تقديم الدعم وزيادة على ذلك الاتهامات على كون الأم هي السبب في مرض الابن، كما أن وجود طفل توحدي في الأسرة يغير من دينامية التفاعل داخل الأسرة وكثرة المشاكل الزوجية، مما يجعل الأم تواجه العديد من المثيرات الضاغطة ونفس الشيء تواجهه مع المجتمع حيث تتعرض إلى مواقف الخجل والتأنيب والانسحاب الاجتماعي.تأتى أهمية الدراسة الحالية من حيث ومن أجل تحسين مستوى التواصل بينهم وبين أفراد المجتمع مما يمكنهم من القيام بدورهم الاجتماعي ومن المشاركة في تنمية وتقدم المجتمع وذلك لأنهم طاقة يمكن الاستفادة منها إذا تم توجيهها التوجيه الصحيح , وإذا تم إرشادهم بطريقة تساعدهم على ممارسة دورهم ومواجهه ما يعترضهم من مشكلات , وتنميته واستثمار ما لديهم من إمكانيات فعالة حتى يمكنهم التوافق مع أنفسهم ومع مجتمعهم. وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على المشكلات الاجتماعية والنفسية، والتعرف على آثار مشكلات الطفل التوحدي على الأسرة والمجتمع، والكشف عن دور الأسرة والمجتمع في رعاية الطفل التوحدي وحل المشكلات التي يتعرض لها.. ومن أجل تحقيق هذه الاهداف اعتمدت الدراسة على استخدام المنهج الوصفي ومنهج دراسة الحالة، والجمع بين الأسلوبين الكمي والكيفي ويتمثل ذلك في استمارة الاستبيان ودراسة الحالة، تم تطبيق الباحثة الدراسة على عينة من اسر الاطفال التوحدين بلغ عددهم 193باستخدام اداة الاستبيان، وتم تطبيق أداة دليل دراسة الحالة على 10 حالات.وقد خلصت نتائج الدراسة الميدانية إلى مجموعة من النتائج أبرزها ما يلي:•كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن المشكلات الاجتماعية للطفل التوحدي منها: الانسحاب من الكثير من أشكال التفاعل والتواصل الاجتماعي، لا يبدون أي اهتمام في تكوين صدقات مع الآخرين، وصعوبة في تكوين وإقامة علاقات اجتماعية، والاعتماد الدائم على تعبيرات اجتماعية نمطية محدودة وتقليدية، عدم القدرة على تبادل المشاعر في المواقف الاجتماعية، وفشل في الأخذ في الاعتبار المعايير الاجتماعية ومشاعر الطرف الآخر، ولديهم استجاباتهم أقل للمثيرات الاجتماعية، وأخيرا عجزة عن محاكاة سلوك الآخرين وتقليدهم.• من نتائج الدراسة الميدانية المشكلات النفسية للطفل التوحدي منها: الاكتئاب يعد من الاضطرابات النفسية المصاحبة، ايذاء النفس، وجود حاجز بينه وبين ما حوله من العالم الخارجي، واضطراب الانتباه والنشاط الحركي الزائد، وعدم قدرة الطفل على التفاهم مع من حوله، ويتصرفون وكأن ليس من حولهم أحد، وأخيراً لديه صعوبة في فهم وتفسير سلوك ومقاصد الآخرين.•كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن الاثار الاجتماعية التي تعانى منها الأسرة مع وجود طفل مصاب بالتوحد من أهمها: الشعور بالعزلة التي يفرضها المجتمع علي بسبب وجود المعاق، والطفل يخلق جوا من عدم التنظيم الأسري، ومعاناة الطفل في الاسرة يؤثر على شبكة علاقاتهم الاجتماعية، والانسحاب من المواقف والمناسبات الاجتماعية، وتزداد الخلافات بين أفراد الأسرة مما قد تؤدي إلى انفصال الوالدين، وشعور اخوته بالذنب تجاه أخيهم المعاق نتيجة اعتقادهم بأنهم سبب في إعاقته، وأخيراً وجود طفل توحدي قد يدفع بالوالدين بالعيش كأولياء وليس كأزواج.• تبين من نتائج الدراسة الميدانية الاثار النفسية التي تعانى منها الأسرة مع وجود طفل مصاب بالتوحد ومن بينها ما يلي: الشعور بالدونية والنقص والهروب من الواقع، كما تتعرض لضغط نفسي شديد قد يصل إلى درجة المرض، الشعور بالقلق على مستقبله وحياته القادمة، زيادة العدوانية والاكتئاب والشعور بالذنب والقلق والتوتر، والنظرة السلبية وتهكم المحيطين بسبب وجود فرد معاق في الأسرة، والشعور بالحرج من الآخرين بسبب مظاهر السلوك اللاإرادي، وأخيراً عدم الانسجام النفسي بين الوالدين وبينهم وبين بقية أفراد الأسرة.•تبين من نتائج الدراسة الميدانية دور الاسرة في مواجهة مشكلة الطفل التوحدي: التحكم في انفعالاتهم السلبية، وخفض المشكلات السلوكية والانفعالية، إدراك وفهم انفعالات أطفالهم والنظر للأمور من منظورهم، وإشباع الآباء لحاجات الطفل الانفعالية، وتطبيق البرامج التربوية والعلاجية للطفل التوحدي، ومساعدتهم على تنظيم انفعالاتهم، والتفاعل الإيجابي معهم، واخيراً اكتساب الكفاءة الانفعالية والمهارات الاجتماعية للأبناء.كما توصلت الدراسة إلى بعض التوصيات ومن أهمها ما يلي:• الأسرة في حاجة ماسة في الحصول على خدمات علاجية وإرشادية لتخفيف درجة الضغط والتقليل من تأثيره عليها, حتى تتمكن منتقبل وضع الطفل والتعايش معه, ومساعدتها على إطلاق طاقاته الكامنة.لابد من إجراء المزيد من الدراسات التي تستهدف معرفة أثر البرامج السلوكية في تطوير السلوك الاجتماعي المقبول وخفض معدل السلوك الاجتماعي غير المقبول من خلال تطبيق استراتيجيات تعديل السلوك واختبار أكثرها فعالية في ذلك.• حث المجتمع بضرورة التكفل بهذه الشريحة وتوعيته بكيفية التعامل معها خاصًة الأولياء، الذين هم بمثابة التشخيص الأولي لمثل هذه الاضطرابات.• هناك حاجة ماسة على زيادة الوعي في المجتمع بأهمية الاكتشاف المبكر للاضطرابات النمائية بشكل عام، واضطراب التوحد بشكل خاص وأهمية التدخل المبكر لمحاولة التخفيف من آثارها.