Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فلسفة التكنولوجيا مفهومها و طبيعتها /
المؤلف
جاد، رحاب صابر أحمد علي.
هيئة الاعداد
باحث / رحاب صابر أحمد علي جاد
مشرف / عادل عبدالسميع عوض
مناقش / ناصر هاشم محمد
مناقش / ابراهيم طلبة
الموضوع
التكنولوجيا - فلسفة. التكنولوجيا. التكنولوجيا والحضارة.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
مصدر إلكترونى (311 صفحة) ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 311

from 311

المستخلص

فلسفة التكنولوجيا فرع بيْنيّ يتألف من أنواع مختلفة من التكنولوجيات، ومجموعة منوعة من المداخل الإبستمولوجية، والإنسانيات، والعلم الاجتماعي، والعلم الطبيعي، وعلم النفس، وعلوم الهندسة، وتعالجه مدارس فلسفية مختلفة مثل البراجماتية، والتحليلية، والفينومينولوجيا. وفلسفة التكنولوجيا بصفة عامة هي محاولة لفهم طبيعة التكنولوجيا، وفهم تأثير التكنولوجيا في البيئة والمجتمع والوجود الإنساني. وهي فرع فلسفي جديد ظهر منذ نصف قرن تقريبًا، ولكنه من أسرع الفروع الفلسفية نموًا واتساعًا. ولا عجب في ذلك، إذ تدور مشكلات فلسفة التكنولوجيا مع التقدم التكنولوجي الذي يسير بخطى ما كانت لتخطر لأحدٍ على بال. ويعد «دون إد» من أبرز الفلاسفة الذين تحدثوا عن التكنولوجيا بشكل خاص، فقد تعددت وتنوعت كتبه فيتناول معظمها ظاهرة التكنولوجيا بالدراسة الشاملة لكافة أبعادها ، منها على سبيل المثال : ””مدخل إلى فلسفة التكنولوجيا””، ””التقنية والعمل””، ””التكنولوجيا وعالم الحياة””، ””الواقعية الأداتية””. علاوة على أنه من فلاسفة الجيل الثالث والمعاصر في أمريكا الشمالية الذي أبدعوا في فلسفة التكنولوجيا. إن مفهومى العلم والتكنولوجيا على مر العصور شهدا جدلاً واسعاً عن تفرد ماهية كل مصطلح قائم بذاته، وقد أتى هذا الجدل الذى صاحبه تساؤلات من الخبراء ومن العامة نتيجة لوجود أوجه للشبه بينهما - أو بمعنى أدق وجود تداخل - وذلك تالٍ على الثورات العلمية الحديثة التى ربطت بينهما ربطاً وثيقاً ولم يعد بالإمكان التمييز بينهما، فالعالم ليس بوسعه فى وقتنا المعاصر أن يتصف بسمات العلماء إذا لم يكن مطلعاً على أحدث أساليب التقنية التى تسخر نفسها لخدمة أبحاثه، فالعلم يتحكم في المادة بواسطة التجريب. والتجريب يستلزم تقنيات. والتقنيات تتسارع في التقدم والتغير اللامتناهى. وفي عصرنا هذا، تحيط تطبيقاتُ الذكاء الاصطناعي بنا في كل مكان، وتؤثِّر في جميع جوانب حياتنا؛ في البيوت، والمدارس، وأماكن العمل، ودُور السينما، والمعارض الفنية، وعلى الإنترنت بالأخص. ولا تُقدَّر قيمةُ الذكاء الاصطناعي بثمنٍ في شتى مجالات العلوم حاليًّا، لا سيما لدى علماء الأحياء وعلماء النفس واللُّغويين؛ إذ ساعَد في فَهمِ عمليات الذاكرة والتعلُّم واللغة من زوايا جديدة. ومن حيث المفهوم، غذَّى الذكاء الاصطناعي وشحذ النقاشاتِ الفلسفيةَ المتعلِّقة بطبيعة العقل والذكاء وتفرُّد البشر. وسنتناول تاريخَ الذكاء الاصطناعي، ونجاحاته، وحدوده، وأهدافه المستقبلية، ويَستعرض كذلك التحدِّيات الفلسفية والتكنولوجية ذات الصلة، إضافةً إلى بحثِ مسألةِ ما إذا كانت البرامج ذكيةً بحقٍّ أو حتى واعية، وبيان كيف أن الذكاء الاصطناعي ساعَدنا في تقديرِ مدى روعة العقول البشرية والحيوانية. كما يسلِّط الضوءَ على أهم المخاوف المرتبِطة بمستقبَل الذكاء الاصطناعي، وهل سيظل مُسخَّرًا لخدمة البشرية أم سيصير سببًا في تدميرها. ومن هذا المنطلق جاء البحث بعنوان ””فلسفة التكنولوجيا مفهومها وطبيعتها”” للإجابة على عدة تساؤلات جمعت بين العلم والتكنولوجيا وعلاقتهما ومدى التطور الذى أدى إليه التكامل بينهما، ومن أهم هذه التساؤلات ؛ ما مفهوم التكنولوجيا ؟، وما طبيعة فلسفة التكنولوجيا ؟ ، وما علاقتها بالفلسفة والعلم ؟، وما معني أن تكون التكنولوجيا علمًا تطبيقيًا ، ماهية الذكاء الإصطناعي وأهم تطبيقاته؟ ، وما العقلانية النقدية ؟، وغيرها من تساؤلات فعلية نجيب عنها من خلال ثنايا البحث الذى جاء على النحو التالي : جاء الفصل الأول بعنوان علاقة فلسفة العلم بالتكنولوجيا وتناول كل من ماهية التكنولوجيا وفلسفتها، فلسفة العلم وفلسفة التكنولوجيا، التأويل، الإتجاهات النظرية لفلسفة التكنولوجيا، نحو فلسفة متكاملة للتكنولوجيا، وجاء الفصل الثانى بعنوان التكنولوجيا ك ””علم تطبيقي”” وتناول محاور التكنولوجيا، والعلم النظري والتطبيقى، الغرض من العلاقة العلم والتكنولوجيا وجاء الفصل الثالث علم الظواهر والتكنولوجيا وتناول شعار الفينومينولوجيا، آراء الخبراء فى علم الظواهر والتكنولوجيا ، وتقنيات فن التصوير والعلوم المعاصرة، ونقد المبدأ الوقائي وإمكانية ””قول مستنير”” و جاء الفصل الرابع بعنوان الذكاء الإصطناعي والتكنولوجيا وتناول ماهية الذكاء الاصطناعي ، وتعريف الذكاء الاصطناعي ، وعلاقة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ، وتطور التكنولوجيا أدى إلى خلق الروبوتات، والروبوتات والتكنولوجيا وقت كورونا ، وخطر الروبوت على المجتمع البشري ، والمسئولية القانونية والجنائية عن جرائم الذكاء الاصطناعي ، كما جاء الفصل الخامس بعنوان البراجماتية والتحليلية والعقلانية التكنولوجية الذى تناول البراجماتية التكنولوجية، الفلسفة التحليلية للتكنولوجيا ، العقلانية التكنولوجية ، وتناول الفصل السادس الذى جاء بعنوان النظرية النقدية للتكنولوجيا كل من النظرية النقدية ، التكنولوجيا والديمقراطية، نظرية الأجهزة ، الكود والتحيز ، وجاء الفصل السابع والأخير بعنوان العلم التقنى عند دون إد – ””نموذجًا”” وتناول كل من نشأة الثقافة التكنولوجية، والعلم التكنولوجى ، والثقافة المتعددة وعقبه قائمة بالمصادر والمراجع. وتناول البحث محاور التكنولوجيا ، فالبنسبة للمحور الأول فأهتم بتناول علاقة العلم بالتكنولوجيا فيرى ””دون إد”” أن العلم الحديث يجب أن يفسر في ضوء تكنولوجياته وأدواته، وهذا يعني أن العلاقة بين العلم والتكنولوجيا قد بلغت مستوى يصعب معه فصل أحدهما عن الآخر، أو رؤية أحدهما بدون الآخر ، اما المحور الثاني فقد تناولت الباحثة فيه التكنولوجيا بإعتبارها ظاهرة عالمية ، فقد تطرق ””دون إد”” في ثنايا هذا المحور إلى الحديث عن عدم حيادية التكنولوجيا بمعنى أنها تنطوي على إيجابيات وسلبيات في داخلها بغض النظر عن الاستخدام فقد ذكر ””دون إد”” إن التكنولوجيا ليست محايدة في السياق الإنساني. إنها تصنع صور الحياة أو صور العوالم ، وفي المحور الثالث فقد تم تناول التعددية الثقافية فنلاحظ أن معظم فلاسفة العلم المعاصرين يخلطون بين التكنولوجيا والعلم التطبيقي، بل إن بعضهم يعتبر التكنولوجيا هي العلم التطبيقي، لكن التكنولوجيا تختلف عن العلم التطبيقي، فمهمة العالم الأساسية في مجال التطبيق هي محاولة اكتشاف مجالات محددة لتطبيق العلم النظري. أما بالنسبة للعلم النظري والتطبيقى تتداخل العلاقة بين العلم النظري والعلم التطبيقي تداخلًا كبيرًا حتى إننا أحيانًا لا نستطيع أن نفصل بينهما، فإذا كانت نتائج العلم النظري تتمثل في القوانين والنظريات التي يتوصل إليها العالم فإن نتائج العلم التطبيقي تتمثل في الاختراعات التي يصل إليها التكنولوجي ، والتي تساعد في الحث على الاكتشاف من خلال تطوير أدوات وعمليات الملاحظة والتجريب التي يستخدمها العالم في البحث النظري الخالص ، ويقابل الاختراع وهو العامل الأساسي في التكنولوجيا. وتوصل البحث أن قضية العلاقة بين العلم والتكنولوجيا تعد من أهم القضايا التي اعتنى بها معظم فلاسفة التكنولوجيا في القرن العشرين، وكذلك أغلب فلاسفة العلم المهتمين بالتكنولوجيا، لأنه إذا كان العلم الحديث ””النظري”” هو المحرك الذي يدفع بالتكنولوجيات ويطورها في أشكال من التطبيقات ، فمن خلال فهم الفينومينولوجيا يمكننا تتبع المسار المؤدي من جذورها في ””كانط”” و””هيجل”” إلى فروعها في انتقادات ””هوسرل”” و””هايدجر”” للتكنولوجيا. ويميز نقد العقل الخالص لكانط بشكل مشهور ملكة الحدس، التي تتلقى المعلومات الحسية بشكل سلبي، من كلية الفهم، التي تنظم بنشاط تلك البيانات الحسية في الشكل الثابت ل ””التمثيلات العقلية”” الواعية.
ان السلطة العلمية والتكنولوجية تظل في طليعة نقاشات الخبرة، فإن الاهتمامات الظاهراتية ، مثل طبيعة ونطاق اكتساب المهارات والعمل المتجسد ، تحتل أيضًا دورًا مركزيًا، كما تحتل مسائل السلطة التقديرية والتحيز الإعلامي والتقاضي والحكم المشترك مركز الصدارة أيضًا، حيث يعد التصوير ””فن وعلم تسجيل الأغراض التى نراها لفترة زمنية محددة، وتخليدها إلى الأبد باستخدام تأثير موجات كهرومغناطيسية (كالضوء المنظور) على طبقات حساسة ، حيث يرى ””دون إد”” أن عملية التصوير هي عملية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال القدرة على بناء إنتاج الصورة، حتى وإن استخدمت الأشعة تحت الحمراء لإخفاء التأثيرات الأخرى. ان الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملاً للتطبيقات التي تؤدي مهامًا مُعقدة كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت أو ممارسة لعبة الشطرنج وغيرها ، فمفهوم الذكاء عند الفلاسفة رهينة لكثير من التقلبات والتغيرات عبر الزمن لكن يربط أغلبيتهم الذكاء بقدرة الفرد علي التفكير، فالذكاء الاصطناعي عامة هو قدرة جهاز الحاسب على أداء مجموعة من الوظائف تعرف عادة بالذكاء الاصطناعي الذي تعددت جوانبه حيث إنه المحرك الرئيسي للتكنولوجيا في المجتمع ولا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية فقط في مختلف قطاعات المجتمع؛ بل يؤدي أيضًا إلى توفير عمليات، ومناهج، ونماذج تجارية جديدة بعيدًا عن كيان متجانس، أو كيان واحد. ومن أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخوارزميات الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي التي ترشح إليك الأصدقاء أو تَدَفُقْ الأخبار، وخوارزميات محركات البحث في الخرائط الرقمية وبرامج المساعدة مثل سيري وكاميرات المراقبة التي تدرك و تميز الوجوه و نظم المرور الذكية. وتناول البحث البراجماتية والتحليلية والعقلانية التكنولوجية حيث ترى الفلسفة البراجماتية أن الإنسان هو الذى يصنع مثله بنفسه، ويبنى الحقيقة لنفسه، فقد تبدو البرجماتية كفرع من النزعات الوضعية، وإن كانت تتميز عنها في احتفاظها بالطابع الفلسفي الخالص، وفي تقبلها للجانب الأكبر من معتقداتنا الغريزية، وفي تأكيدها على صحة الواقعية المدرسية ، حيث يمكن أن يقال إن الفرق الآخر بين العلم والتكنولوجيا ليس فرقًا جوهريًا فهو يتوقف على الشروط الثقافية التي هي عرضية أو خارجية بالنسبة لكل من العلم والصناعة، وإذا لم يكن هناك تأثير ظاهر لهذه الشروط فإن الاختلاف بين العلم والصناعة لا يعدو أن يكون اختلافًا لفظيًا. حيث بدأ ””ديوي”” بحلول تسعينيات القرن التاسع عشر بالفعل في تطوير مشروع شامل من شأنه أن يربط التكنولوجيا في نهاية المطاف بتاريخ العلوم والتعليم والفلسفة الاجتماعية والسياسية والفنون و الدين. وهكذا ، فإن تطبيقه للأدوات الفلسفية على نقد الثقافة التكنولوجية قد سبق جهود معظم فلاسفة القرن العشرين الآخرين للتكنولوجيا بعدة عقود. ان فلسفة التكنولوجيا كانت ولوقت طويل موجودة بين طياتها، والسبب في عدم الاهتمام بها قد يعود جزئيًا إلى الافتقار في التأثير على العلاقة بين العلوم والتكنولوجيا ، والنظريات النقدية للتكنولوجيا تجادل بأن التقنيات ليست منفصلة عن المجتمع ولكنها تتكيف مع أنظمة اجتماعية وسياسية محددة, وبالتالي، فإن التقنيات ليست أدوات محايدة ، لأنها متورطة في النظام الاجتماعي والسياسي الذي تخدمه وتساهم في تشكيله ، فالتكنولوجيا ليست سوى لونٌ من ألوان الديكتاتورية الجديدة التي تروم قمع المجتمع و السيطرة عليه حقًا. فلقد أشبعت التكنولوجيا المعاصرة عديدًا من الحاجات الإنسانية الأساسية (كالغذاء، المأوى، الصحة، وغيرها)، غير أن هذا الإشباع جاء مصاحبًا لتحقيق لون من ألوان الحرية الزائفة التي تتشكل من خلال المناقشات الفارغة من المضمون والصحافة الموجهة وتركيز الاقتصاد القومي لغالبية الدول في يد عدد محدود من المؤسسات الاحتكارية الضخمة. حيث تعتبر النظرية النقدية للتكنولوجيا أن التقنيات بيئة وليست مجموعة من الأدوات، فنحن نعيش اليوم مع وضمن التقنيات التي تحدد طريقة حياتنا، جنبا إلى جنب مع الضغوط المستمرة لبناء مراكز القوة، وقد تم إدراج عديد من القيم والمعاني الاجتماعية الأخرى في التصميم التكنولوجي. هكذا فإن النظرية النقدية للتكنولوجيا تصور مستقبلاً يتم فيه الاعتراف بسياسة التكنولوجيا باعتبارها جانبًا طبيعيًا من الحياة العامة، والوسائل التي يمكن للجمهور استخدامها للتعبير عن إرادته منصوص عليها بالفعل في عديد من الممارسات الحالية مثل هيئات المحلفين المدنية، والخلافات الفنية والاحتجاجات، والمقاطعات والتحديات القانونية، والقرصنة والاعتمادات الإبداعية الأخرى للتقنيات، وبالطبع الأساليب المألوفة مثل الانتخابات والحكومة واللوائح.