Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أمراض النفس البشرية وأدويتها عند صوفية المسلمين في ضوء الشريعة /
المؤلف
راشد، محمد جمال أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد جمال أحمد راشد
مشرف / ابراهيم ابراهيم محمد ياسين
مناقش / عبدالعزيز عبداللطيف المرشدى
مناقش / سلوى محمد نصره
الموضوع
الفلسفة الاسلامية. الصوفية.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (295 صفحة).
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 295

from 295

المستخلص

”إن القرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع أمراض النفس النفسية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، فما من مرضٍ من أمراض الأبدان أو النفوس الإنسانية ، إلا في القرآن شفاء منه، فالقرآن فيه الهداية والتوجيه والإرشاد والحكمة والموعظة الحسنة والصلاح والإصلاح للنفس البشرية ، ويؤكد ذلك قوله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة وترجع عناية القرآن بالنفس الإنسانية إلى أن الإنسان ذاته هو المقصود بالهداية والإرشاد والتوجيه والإصلاح ،فإذا أٌريد له أن يصل إلى ما له وما عليه فلا بد أن يستكشف نفسه لتتضح له سائر الجوانب حتى يكون على بصيرةٍ منها ، وعلى مقدرةٍ من ضبط وتقويم سلوك نفسه .
فالنفس الإنسانية بالمعنى القرآني تحمل قوى الخير والشر لكن الإنسان إلى الخير أميل ، فيمكن أن يتبع الإنسان الخير والحق والرشد، كما يمكن أن يقع في الباطل والغواية والإفساد
وانطلاقاً من الإيمان العميق بما للقرآن الكريم من الأثر العظيم على النفس البشرية، وتحقيق الهداية والرشاد لهذا الإنسان كان الدافع للخوض في النفس البشرية، ومحاولة دراستها .
ويرجع اختيار هذا الموضوع إلى إلقاء الضوء على رؤية العديد من أقطاب التصوف أمثال الإمام المحاسبي ، ت 243 هـ ، والخراز ، ت 286 هـ و الغزالي ، ت 505 هـ ، وابن عطاء الله السكندري ، ت 709 هـ للنفس البشرية وكيفية علاجها من أمراضها ، فالمحاسبي قد ترك تراثاً نفسياً عرض فيه أسباب حيرته وكيف خرج منها ، وبالمقارنة نجد بعض الدراسات ترى أن الغزالي قد تأثر تأثراً شديداً بالمحاسبي وبكتابه الهام الرعاية لحقوق الله، فعلى غرار كتاب الوصايا للمحاسبي ألف الغزالي كتابه الرائع إحياء علوم الدين وقد تلتقي عبقرية الغزالي في طريق البحث والإنشاء مع فكر المحاسبي المتقدم ، فقد حاول العديد من مشايخ القوم من الصوفية المتقدمين والمتأخرين الغوص في أعماق النفس البشرية للتعرف على السلوك الذي يتبعه معظمهم للوصول إلى نفسٍ بشريةٍ سويةٍ خاليةٍ من الأمراض النفسية والروحية وقادرة على قيام العلاقات التي تربطها بالأصول الشرعية للدين وينجيها من العوارض والمفاسد التي تحول بينها وبين الترقي في الطريق إلى الله فقد ذكر المحاسبي والغزالي النفس البشرية وكذلك فعل ابن عطاء الله السكندري وقدم رؤية خاصة به لمعالجة آفات النفس ، ولم يتوانى الخراز في كتاب الصدق عن بيان أهمية الصدق في المعاملات والعبادات والرياضيات وعلاقته بضبط أحوال النفس الإنسانية .
إشكالية الدراسة:
تعني هذه الدراسة بالكشف عن أمراض النفس البشرية وطرق علاجها ، كما تعرض لها شيوخ الصوفية
وفي سياق هذه الدراسة سوف يعني الباحث بالإجابة على الأسئلة الآتية
1 ـ ما هي أسباب أمراض النفس البشرية وما هي صورها ؟
2 ـ كيف عالج صوفية المسلمين أمراض النفس البشرية برد سلوكها ورغباتها إلى ما جاء في القرآن والسنة ، وكذلك قياساً على مناهج علم النفس المعاصر ؟
3 ـ هل يمكن الإستفادة من هذا المنهج في معالجة الجوانب الروحية وتطبيقها في مجال السلوك الإنساني ؟
المنهج المُتبع في هذا الدراسة :
سوف يستخدم الباحث
المنهج التحليلي النقدي والمنهج المقارن ، وكذلك يُطبق الباحث المنهج التاريخي كل في موضعه
خطة الدراسة:
هذا وقد قسمت هذه الدراسة إلى مقدمةٍ وخمسةِ فصولٍ وخاتمة أما المقدمة فقد تضمنت سبب اختيار الموضوع وأهميته والدراسات السابقة عليه، والخطوط العريضة التي التزمت بها في البحث ومنهج الدراسة و خطة البحث الفصل الأول ”” النفس الإنسانية وخفاياها ”” ويشتمل علي ما يلي : تمهيد ، أولاً: النفس في اللغة والاصطلاح ، ثانيا ً: سبب تسمية النفس بهذا الا سم ، ثالثاً: معالم النفس البشرية ، تعقيب أما الفصل الثاني ””أنواع النفس البشرية ونوازعها الشريرة ”” إشتمل على ما يلي : تمهيد ، أولاً: أنواع النفس البشرية في القرآن ، ثانياً: صفات أنفس الكافرين من خلال آيات القرآن الكريم ، ثالثاً: صفات أنفس المنافقين من خلال آيات القرآن الكريم ، رابعاً: الحكمة من تنوع النفسة البشرية ، تعقيب أما الفصل الثالث ””منهج القرآن في تربية النفس البشرية ”” إشتمل على ما يلي: تمهيد ، أولاً: التربية الإيمانية للنفس البشرية ، ثانياً: التحكم في الشهوات والاندفاعات النفسية ، ثالثاً: مراحل إصلاح النفس البشرية ، تعقيب أما الفصل الرابع أمراض النفس البشرية أسبابها وأضرارها وآثارها ويشتمل على ما يلي: تمهيد ، أولاً : التكبر أسبابه وأضراره ، ثانياً : العجب أسبابه وآثاره ، ثالثاً : الغرور ومظاهره ، رابعاً : الرياء أسبابه وآثاره ، خامساً: الخوف تعريفه وأقسامه وأسبابه وآثاره ، سادساً :الحسد تعريفه وأسبابه وآثاره ، سابعاً : الهوى تعريفه وأسبابه وآثاره ، ثامناً : الغضب تعريفه وأسبابه وآثاره ، تعقيب ، و جاء الفصل الخامس والأخير بعنوان ””رياضة النفس البشرية ومعالجتها عند صوفية المسلمين ”” وإشتمل علي: تمهيد ، أولاً: الرياضة النفسية للنفس البشرية ، ثانياً: منهج تربية النفس البشرية ، ثالثاً: المحاسبي ومعالجته للنفس البشرية ، رابعاً: الترمذي ومعالجته للنفس البشرية ، خامساً: الغزالي ومعالجته للنفس البشرية ، سادساَ : علاج أمراض النفس البشرية ، تعقيب ، وتوصل البحث لنتائج أهمها:
• يرى الباحث أن الأمانة العلمية تقتضي أن يبرز سبق القرآن الكريم إلى رصد أمراض النفس الإنسانية من حقد وحسد ونفاق ورياء وشرك جلي وشرك خفي إلى أخر ما ورد في الآيات الكريمات من أمراض تكفل رب العزة ببيان التعامل معها وعلاجها بشكل واضح لكل ذي عين وعقل ولذلك تأتي الدراسات اللاحقة منطلقة مما جاء في القرآن الكريم أساساَ بل إن القرآن قد سبق دراسات علم النفس المعاصرة في علاج هذه الأمراض وبيان خطورتها على النفس الإنسانية ومدى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان من سقوط إلى الهاوية إذا ما أدمن هذه الأمراض .
• الأمراض النفسية مثل غيرها من الأمراض بلا شك، وهي نوع من الابتلاء والهم ، والإيمان بالله تعالى إذا ثبت في قلب الإنسان فإنه يكسبه مناعة ووقاية من الإصابة بالأمراض النفسية ، ولا شك أن القرآن قد بين ما يفعله الإيمان من أمن وطمأنينة في نفس المؤمن .
• الرياضة الروحية ذكر دائم وهي اتجاه بكل الأعمال إلى الله ، وهي هجرة لا تنقطع إليه سبحانه ، والطريق إلى ذلك يتم بتقديم المجاهدة ومحو الصفات المذمومة والإقبال على الله ، فإذا تولى الله أمر القلب فاضت عليه الرحمة وأشرق النور في القلب وانشرح الصدر وانكشف له سر الملكوت .
• الرسائل الصوفية دعوة لتربية النفس روحياً لتنتقل من الظلمات إلى النور في طريق صاعد إلى عالم الملكوت على جناح المجاهدة الروحية حتى الظفر بالحقيقة اللامتناهية .
• الدين لا يحارب الفطرة بل يهذبها ، والعبادة الصحيحة الخالصة هي الوسيلة لإصلاح النفوس وترقية الحياة النفسية ، وتنميتها والتعود على الخير والحب ، وما دعوات الأنبياء والمصلحين إلا محاولات لتهذيب الطبائع البشرية والسير القلبي إلى الله هو وصول إلى الإيمان الخالص ومعرفة الله .
• تبين للباحث أن أمراض النفس هي مما أثار انتباه صوفية المسلمين فوضعوها تحت الملاحظة وعالجوها علاج الطبيب للمريض .
هذا والله أعلم وهو ولي التوفيق ، وأسأل الله تعالى للجميع الهداية وحسن العاقبة وأن ينفعنا بهذا العمل وأن يجعله ذخراً عنده ويغفر به ذنوبنا ويتقبله منا وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين .