الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 264 |  |  |
| | | from | 264 | | |
المستخلص
”الإرهاب ليس بظاهرة جديدة ،إذ تمتد جذوره إلى أعماق التاريخ( ).،وإنما انحصر التطور في اختلاف أسبابه وتنوع أشكاله وأساليبه وضحاياه، ومن ثم يعتبر الإرهاب صورة من صور العنف التي عرفها المجتمع الدولي مند عصور بعيدة، تطورت مع تطور المجتمع وهو ما يظهر من خلال زيادة حوادث الإرهاب وزيادة في أعداد الضحايا ،واتساع نطاق العمليات الإرهابية وظهور أشكال جديدة وحديثة مستخدمة مستجدات التطور العلمي و التكنولوجي .حيث تعد ظاهرة الإرهاب ليست وليدة اليوم وإنما عرفها العالم منذ وقت طويل، ولكن الجديد هو ازدياد حوادثها، واتساع نطاقها، وازدياد أعداد ضحاياها، وظهور أشكال جديدة ومبتكرة لها مأخوذة من التطور العلمي والتقني، حتى ذهب البعض إلي القول بان العالم سيشهد قريبا استخدام الأسلحة النووية الصغيرة كأحد أدوات الإرهابوفي القرن العشرين تطورت فكرة الإرهاب تحت تأثير أسباب ايدلوجية أو دينية أو سياسية، كما تطورت وسائل الإرهاب حتى وصل الأمر إلى ظهور ما يسمى الإرهاب المفرط أو إرهاب الدمار الشامل ،حيث طور الإرهاب أساليبه إلى أسلحة الدمار الشامل وخاصة البيولوجية منها والمشعة والنووية ،وانتهز الإرهابيون التقدم التكنولوجي واستثمروا مناخ العولمة لاستغلال كل تسهيلات وسائل الانتقال ،وسهولة نقل الأموال ،وسرعة وسائل الاتصال والاعتماد على التمويلات المادية الضخمةومنذ النصف الأول للقرن العشرين بدأ المجتمع الدولي يولى هذه الظاهرة اهتماماً خاصاً بعد وقوع كثير من الأحداث الإرهابية تنوعت بين الاغتيالات والتفجيرات وخطف الطائرات واخذ الرهائن. وتجلى هذا الاهتمام في تناول عصبة الأمم هذه المشكلة باتفاقية دولية سنة 1937 وبرتوكول بإنشاء محكمة دولية جنائية لمحاكمة الأفراد المتهمين بالإرهاب، إلا أن هذه الفكرة لم يكتب لها النجاحوقد سعى المجتمع الدولي إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى مفهوم مشترك للإرهاب ،وذلك بقصد اتخاذ التدابير الفعالة لمنعه ومكافحته ،إلا أنه لم يتمكن إلى الآن من إيجاد تعريف شامل ودقيق يحظى باتفاق جميع الدول ولعل ذلك يعود إلى التباين في وجهات نظر تلك الدول إلى الإرهاب ودوافعه انطلاقاً من اعتبارات سياسية وعلى الرغم من خلو المجتمع الدولي من تعريف دقيق للإرهاب على نحو متفق عليه دوليا إلا أنه تم وضع العديد من الإتفاقيات الدولية التي تهدف إلى مكافحته.