الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الصوفية من مدرسة ابن عربي يعبرون عن الخيال والظل بمعاني متقاربة، وأن جميعها يتفق فى المعنى بينما الاختلاف فى اللفظ، فکان الظل مقابلا للوجود الحقيقى وهو کل ما سوى اللَّه من أعيان الکائنات، فالکائنات ظلا لله ، فهى تتعين بانبساط النور الإلهى عليها فهى ليست نورا فى نفسها.، وربما أطلق الصوفية اصطلاح ظل الإله وأرادوا به الإنسان الکامل والخيال الذى مر بمعنى الهمة والقوى المتخيلة، فقد اتفقوا فى معنى مثل العماء واختلفوا فيه بتنوع الألفاظ، فکل ما کان فى قوة التخيل فى أصل العماء خرج بقوة الأمر ليکون ظلا، فقد کان الخيال فکرة محورية فى تصور ابن عربى وتلامذته للوجود، فعالم الخيال بکل مراتبه وتدرجاته هو الوسيط بين الله والعالم.ويعد موضوع هذه الدراسة واحدا من الموضوعات الهامة والجديدة نسبيا فى حقل الدراسات الصوفية، وخصوصا فى مجال التصوف الفلسفى، فعند ذكر الخيال والظل يتبادر إلى الذهن أن المقصود بهما تلك المعانى الدارجة، كخيال الإنسان فى معايشة دنياه، وكظل الأجسام فى مواجهة الشمس، لكن الأمر ليس مقصورا على هذه المعانى، لأن الصوفية تعاملوا مع العالم المشاهد كظل للعالم فى غيب العلم الإلهى، وجعلوا من العالم فرعا لأصل هو الموجود فى المشيئة، ولذلك مثل الظل وتجلياته صلة بين الحق والخلق، بين الغيب والشهادة، بين الحقيقة وصورها المشاهدة، كما وأن الخيال بطون وظهور وصورة لأصل، وتجلى شهادة لغيب مستتر، وعلاقة بين فيض أقدس وفيض مقدس، كل ذلك كان من أسباب اختيار الموضوع.فقد جذب الخيال بعالمه الواسع أنظار واهتمام الكثير من الباحثين والعلماء الذين انكبوا على دراسته والبحث عن حقائقه لاكتشاف أسراره وتحصيل الإستفادة القصوى منه في شتى المجالات . |